سلايدرمال وأعمال

المغرب والصين يطلقان شراكة استراتيجية لإنشاء أكبر مجمع صناعي للألمنيوم الأخضر في إفريقيا

الدار/ مريم حفياني

وقع المغرب والصين اتفاقاً استثمارياً ضخماً يهدف إلى إنشاء مجمع صناعي متكامل لإنتاج الألمنيوم الأخضر بقيمة تصل إلى 3 مليارات دولار أمريكي، ما يعزز موقع المملكة كأحد أبرز المراكز العالمية في الصناعات الطاقية النظيفة والتحول نحو الاقتصاد الأخضر.

المشروع الجديد لا يُعتبر مجرد استثمار صناعي تقليدي، بل يمثل نقلة نوعية في قطاع المعادن المستدامة، حيث سيرتكز على استخدام الطاقات المتجددة الوفيرة في المغرب، وعلى رأسها الطاقة الشمسية والريحية، لتقليص البصمة الكربونية لعملية إنتاج الألمنيوم. وبهذا، سيلبي المشروع الطلب العالمي المتزايد على هذا المعدن الحيوي الذي يُستخدم في قطاعات حيوية مثل الطيران والسيارات الكهربائية والبناء والتكنولوجيا المتقدمة.

ويرى خبراء الاقتصاد أن هذه الشراكة بين الرباط وبكين تجسد رؤية المغرب في جعل الاستثمار الأجنبي رافعة للتنمية الصناعية، وفي الوقت نفسه تتماشى مع أهداف الصين في تعزيز حضورها الصناعي والطاقي في القارة الإفريقية. كما أن هذا المجمع المرتقب سيخلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ويفتح الباب أمام نقل التكنولوجيا وتطوير الخبرات المحلية في مجال الصناعات النظيفة.

المغرب كان قد وضع منذ سنوات استراتيجية واضحة للتموقع كقوة إقليمية في مجال الطاقات المتجددة، من خلال مشاريع كبرى مثل محطة نور للطاقة الشمسية بورزازات، ومزارع الرياح المنتشرة عبر مناطق مختلفة من البلاد. واليوم، يأتي هذا المشروع الصناعي ليعكس ثقة الشركاء الدوليين في الاستقرار السياسي والاقتصادي للمملكة، وفي قدرتها على توفير بيئة استثمارية جاذبة.

وبهذا الاتفاق، يعزز المغرب مكانته ليس فقط كمنتج للطاقات المتجددة، بل أيضاً كدولة قادرة على تحويل هذه الطاقات إلى صناعات ذات قيمة مضافة عالية، تضعه في قلب التحولات العالمية نحو اقتصاد منخفض الكربون وأكثر استدامة.

زر الذهاب إلى الأعلى