أخبار دوليةسلايدر

لقاء دي ميستورا مع مستشار ترامب.. الولايات المتحدة تكرّس موقفها: لا حل للصحراء خارج سيادة المغرب

الدار/ مريم حفياني

يأتي اللقاء الذي جمع المبعوث الأممي إلى الصحراء ستيفان دي ميستورا مع مسعد بولس، كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشؤون أفريقيا والشرق الأوسط، ليكشف مجدداً عن موازين القوى الجديدة التي تتحكم في مسار نزاع الصحراء. فإعادة التأكيد على أن الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هو الحل الواقعي الوحيد، لم يعد مجرد موقف سياسي أمريكي بل أصبح توجهاً راسخاً يدعمه شركاء دوليون مؤثرون.

من الناحية الجيوسياسية، يمثّل هذا اللقاء استمراراً لنهج واشنطن منذ اعتراف إدارة ترامب بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية سنة 2020. ورغم تغيير الإدارة، لم تتراجع الولايات المتحدة عن هذا الموقف، بل عززته من خلال تصريحات متعددة لوزارة الخارجية وإشارات واضحة داخل مجلس الأمن. وهو ما يعني أن أي مسار أممي مستقبلي بات محكوماً بإطار واحد: المبادرة المغربية للحكم الذاتي.

الجزائر، التي ترفض هذه المقاربة وتتمسك بخيار الاستفتاء، تجد نفسها اليوم أمام عزلة متنامية. فحتى داخل الاتحاد الأوروبي، باتت دول وازنة كإسبانيا وألمانيا وهولندا وفرنسا والبرتغال وغيرها تُعبّر عن دعمها الصريح لمبادرة الحكم الذاتي. وبالتالي، لم يعد الموقف الجزائري يحظى سوى بتعاطف محدود، لا يغير شيئاً في توازنات مجلس الأمن.

أما جبهة البوليساريو، فهي الأخرى تواجه مأزقاً استراتيجياً. إذ إن خطابها حول “تقرير المصير عبر الاستقلال” يتآكل تدريجياً في ظل التحولات الدولية والإقليمية، خصوصاً بعد انكشاف ضعفها العسكري والسياسي عقب خرق وقف إطلاق النار في الكركرات عام 2020. هذا المأزق يجعلها تعتمد أكثر فأكثر على الدعم الجزائري، في وقت تعيش فيه الجزائر أزمة اقتصادية واجتماعية خانقة، وصراعات داخلية داخل منظومتها العسكرية.

على المستوى الأممي، يمثل تجديد ولاية بعثة المينورسو لحظة مفصلية. فالولايات المتحدة ومعها حلفاء آخرون يرون أن استمرار البعثة يجب أن يقترن بدفع فعلي نحو المفاوضات، وليس مجرد إدارة للأزمة. وهو ما يضع دي ميستورا أمام تحدٍّ كبير: كيف يقنع الأطراف بالجلوس إلى طاولة الحوار، في ظل تمسك المغرب بمقترحه ورفض الجزائر والبوليساريو لأي صيغة لا تشمل الاستقلال؟

هذا اللقاء إذن، ليس مجرد محطة بروتوكولية، بل هو رسالة سياسية واضحة: الزمن لم يعد في صالح الأطروحة الانفصالية، والمبادرة المغربية باتت القاعدة التي تُبنى عليها أي تسوية مستقبلية. ومع استمرار هذا الزخم الدولي، يبدو أن معادلة الصحراء تتجه أكثر فأكثر نحو حسم سياسي ودبلوماسي يعزز موقع المغرب إقليمياً ودولياً، ويُضعف خيارات الجزائر والبوليساريو إلى حد كبير.

زر الذهاب إلى الأعلى