قراءة قانونية في قضية الوداد والترجي بعد قرار “الطاس”

الرباط/ صلاح الكومري

في الوقت الذي أبدى فيه جمهور الوداد الرياضي لكرة القدم، تخوفه من قرار محكمة التحكيم الرياضي "طاس"، القاضي بإلغاء القرار الصادر عن المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي "كاف"، بإعادة إياب نهائي دوري الأبطال أمام الترجي التونسي، عبر بعض المتخصصين في القوانين الرياضية الدولية، عن تفاؤلهم بإمكانية فوز الوداد في هذه القضية.

وفي هذا السياق، يرى الدكتور منصف اليازغي، الباحث في السياسيات الرياضية، وعضو المركز المغربي للدراسات والأبحاث في المجال الرياضي، أن فريق الوداد الرياضي "تفادى الأسوأ"، بما أن قرار محكمة التحكيم الرياضي "طاس" أحال الملف على اللجنة المختصة في الاتحاد الإفريقي، مبرزا: "قرار اللجنة التأديبية بالكاف لن يكون محل طعن من طرف المحكمة الدولية، بحكم أن الأخيرة قالت إن اتخاذ قرار إعادة المباراة من عدمه ليس من اختصاصها.

وفي هذا السياق، أشار المتحدث ذاته إلى أن اللجنة التأديبية بالكاف ستعتمد، على تقريري حكم ومندوب المباراة، موضحا: "وبما أن التقريرين يدينان، بشكل مباشر، الترجي، فإن الأخير ورئيسه معرضان لعقوبات قاسية قد تمتد حد توقيف الرئيس لأربع سنوات وغرامة كبيرة على الفريق التونسي، وهذا لا يعني أن الوداد معفى من عقوبات، لكن بشكل أخف (نزول سعيد الناصري لارضية الميدان، رمي الجمهور الأحمر للشماريخ، نرفزة بعض اللاعبين خلال توقف المباراة…)".

من جهته يقول خليل بوبحي، العضو بغرفة محكمة التحكيم الرياضي المغربي، إن محكمة التحكيم الرياضي، نظرت في الملف من شقه القانوني فقط، لهذا، رفضت مطالب الترجي، القاضية باعتباره فائزا في المباراة، أو إعادتها انطلاقا من الدقيقة 58، كما رفضت مطالب الوداد القاضية، هي الأخرى، باعتباره فائزا، مبرزا: "محكمة التحكيم الرياضي استجابت، جزئيا، للاستئناف المقدم من الفريقين، القاضي بإلغاء قرار إعادة المباراة".

وأضاف المتحدث ذاته: "الآن، الملف أعيد إلى الاتحاد الإفريقي، وبالضبط للجنة العقوبات، وبالتالي كأنه سيفتح، من جديد، وفقا لأخلاقيات والقوانين المنظمة للمنافسات والنزاعات"، مشيرا إلى أن أي قرار ستصدره اللجنة، من حق الترجي الرياضي استئنافه، كما من حق الوداد استئنافه أيضا"، مشددا على أن النصوص التنظيمية للاتحاد الإفريقي، تتيح إمكانية إعادة المباراة في ملعب محايد.

من جهته يقول الإعلامي جمال اسطيفي، إن "ما يمكن أن يختلف عليه في المرحلة المقبلة، هو الجهة التي ستصدر القرار، أي أن اللجان المختصة ستعوض المكتب التنفيذي، من أجل احترام الشكليات، مع توقع عقوبات قاسية في حق الترجي".

وأضاف المتحدث ذاته، في هذا السياق: "في النهاية، القرار ليس انتصارا للوداد الذي تعرض لظلم فادح وتدليس في مباراة رادس، لكنه مؤشر على عدالة قضية الوداد وصفعة في وجه الترجي الذي كان يراهن على قرار يمنحه اللقب، وصفعة في وجه الكاف الذي كان سيحرم الوداد من الدفاع عن حقه في اللقب، بسبب عدم احترام الشكليات".