أخبار دوليةسلايدر
بعد 55 عاماً من العلاقات الدبلوماسية.. بكين وروما تجددان التزامهما بالحوار والانفتاح

الدار/
في 8 أكتوبر 2025 بالتوقيت المحلي، عقد عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية وانغ يي ونائب رئيس الوزراء الإيطالي ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أنطونيو تاجاني مؤتمراً صحفياً مشتركاً في روما.



قال وانغ يي إن الاجتماع الثاني عشر للجنة الحكومية المشتركة بين الصين وإيطاليا كان ناجحاً تماماً، حيث توصل الجانبان إلى تفاهمات مهمة حول تعزيز علاقة أكثر استقراراً وإنتاجية بين الصين وإيطاليا. ويصادف هذا العام الذكرى الخامسة والخمسين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وإيطاليا.
وعلى مدى 55 عاماً، كان التطور المستقر والسليم للعلاقات بين الصين وإيطاليا قائماً على الإرث التاريخي للتبادلات بين البلدين وعلى الحاجة إلى التعاون القائم على المنفعة المتبادلة. إن الاحترام المتبادل، والانفتاح، والتعاون، والتبادل، والتعلم المتبادل هي المبادئ المشتركة بين الصين وإيطاليا، وتجسد حكمة حضارتين عريقتين. فهي لا توفر فقط ضمانة قوية لتطور العلاقات الثنائية، بل تقدم أيضاً مسارات عملية للمجتمع الدولي للتعامل مع التغيرات التي يشهدها العصر.
الاحترام المتبادل هو الطريق الصحيح لتعايش الدول فيما بينها. فالأشخاص الذين يشتركون في أفكار وقيم متقاربة هم أصدقاء، وأولئك الذين يسعون إلى أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالخلافات يمكنهم أيضاً أن يكونوا أصدقاء. إن الاختلاف في الثقافة والنظام لا ينبغي أن يشكل عقبة أمام الحوار والتعاون. والمفتاح هو فهم ودعم المصالح الجوهرية والمخاوف المشروعة للطرف الآخر.
لطالما أكدت الصين أن جميع الدول، بغض النظر عن حجمها أو قوتها، هي أعضاء متساوون في المجتمع الدولي. ولا ينبغي أن تكون الأحادية والتنمر السمة المميزة لهذا العصر، كما لا ينبغي للمجتمع الدولي أن يكرر أخطاء “قانون الغاب”. فالتعامل على أساس المساواة والانخراط في الحوار والتشاور هما السبيلان الوحيدان لحل النزاعات والخلافات.
الانفتاح والتعاون القائم على المنفعة المتبادلة هو النموذج الناجح للتعاون بين الدول. كل من الصين وإيطاليا تدعمان التجارة الحرة والاقتصاد العالمي المنفتح. وقد تجاوز حجم التجارة الثنائية بين البلدين 70 مليار دولار أمريكي لعدة سنوات متتالية. وتعد إيطاليا “مملكة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة”، بينما توفر الصين المنصة الأنسب والأوسع للشركات الإيطالية لتوظيف ذكائها ومواهبها.
ولمدة 13 عاماً متتالية، نظم الجانبان بشكل مشترك “أسبوع العلوم والتكنولوجيا والابتكار”، مما وفر زخماً مستمراً للبلدين لتعزيز التعاون في مجالات التجارة والاستثمار والتكنولوجيا. وستعقد الصين قريباً الجلسة العامة الرابعة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني، لإطلاق الخطة الخمسية الخامسة عشرة (2026-2030) للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الوطنية.
وخلال فترة الخطة الخمسية الخامسة عشرة، ستعمل الصين على تسريع التحول الصناعي والارتقاء نحو التنمية الراقية والذكية والخضراء، وستعزز الانفتاح عالي المستوى لسوقها الضخم، ومن المتوقع أن توفر مجموعة واسعة من الفرص الجديدة للتعاون مع الدول، بما في ذلك إيطاليا.
يعد التبادل والتعلم المتبادل روابط مهمة تجمع بين الشعوب. إن التبادلات الثقافية والشعبية بين الصين وإيطاليا نشطة ومثمرة. فقد ابتكر الجانبان نموذجاً فريداً من الصداقة بين مواقع التراث العالمي، كما أعادت إيطاليا مرتين قطعاً أثرية صينية مفقودة.
وسيُعقد هذا العام أول “منتدى لرؤساء الجامعات الصينية والإيطالية”. كما أن استضافة بكين وميلانو المتعاقبة لدورتي الألعاب الأولمبية الشتوية عززت التعاون بين الصين وإيطاليا في صناعة الجليد والثلوج.
وأصبحت إيطاليا الآن واحدة من الدول الأوروبية التي تضم أكبر عدد من الرحلات الجوية المباشرة إلى الصين. ومنذ أن نفذت الصين سياسة الإعفاء من التأشيرة لإيطاليا، تضاعف عدد الزوار الإيطاليين إلى الصين خلال العام الماضي. وستواصل الصين تمديد سياسة الإعفاء من التأشيرة لإيطاليا، لتمكين المزيد من “ماركو بولو” في العصر الجديد من الانطلاق في رحلات إلى الصين وقتما يشاؤون.
قال وانغ يي إن الصين وإيطاليا، باعتبارهما ممثلتين للحضارتين الشرقية والغربية، قدمتا إسهامات كبيرة في تنمية وتقدم المجتمع الإنساني. إن الوضع الدولي الحالي معقد ومتقلب، ومليء بالأزمات ولكنه يحمل أيضاً فرصاً. وينبغي على الصين وإيطاليا أن تستفيدا من تجاربهما الناجحة في التبادلات بينهما لتقديم مراجع مفيدة لتطوير العلاقات الدولية.
وأشار إلى أن الرئيس شي جين بينغ طرح مؤخراً “مبادرة الحوكمة العالمية” وأعلن عن جولة جديدة من المساهمات المحددة وطنياً لمواجهة تغير المناخ، مما يعكس مسؤولية الصين كدولة كبرى ذات رؤية عالمية من أجل الازدهار المشترك، والتزامها الراسخ بالتعددية، ودعمها للأمم المتحدة.
وأضاف وانغ يي أن الصين مستعدة للعمل مع إيطاليا لتكونا معاً قوة بنّاءة في الحفاظ على السلام والاستقرار والتنمية والازدهار، وتعزيز وحدة المجتمع الدولي في مواجهة التحديات العالمية، وبناء نظام حوكمة عالمي أكثر عدلاً وإنصافاً، والمضي معاً نحو مجتمع ذي مستقبل مشترك للبشرية.