سلايدرمغرب

مجلس الأمن.. إجماع دولي تاريخي يكرّس مغربية الصحراء ويفرض عزلة على خصوم المملكة

الدار/ إيمان العلوي

تمكنت الولايات المتحدة من تحقيق إجماع كامل بين أعضاء المجلس حول مشروع القرار الجديد المتعلق بالصحراء المغربية، بعدما وزعت ما يُعرف بـ”المسودة الزرقاء” التي لاقت قبولاً حتى من الدول التي كانت تُعرف بمواقفها المتحفظة مثل روسيا. هذا التوافق النادر يعكس تحوّلاً عميقاً في الموقف الدولي من قضية الصحراء، إذ باتت مبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب تحت سيادته تُعتبر من قبل القوى الكبرى الخيار الواقعي والوحيد لتسوية هذا النزاع الذي طال لعقود.

المسودة الأمريكية الجديدة تؤكد استمرار دعم الأمم المتحدة للمسار السياسي الذي يشرف عليه المبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا، وتشيد في الوقت نفسه بالانخراط الجاد والمسؤول للمغرب في هذا المسار، مع الدعوة إلى تمديد ولاية بعثة المينورسو حتى يناير 2026، في إشارة واضحة إلى الرغبة في ترسيخ الدينامية الحالية التي يشهدها الملف. هذا التمديد لا يُعد إجراءً تقنياً فحسب، بل هو رسالة سياسية واضحة مفادها أن المجتمع الدولي يرى في استقرار الأقاليم الجنوبية تحت السيادة المغربية واقعاً يجب دعمه وتثبيته.

ويأتي هذا التحول في ظل ازدياد عدد الدول التي تبنت الموقف المغربي بشكل صريح، حيث سبق لألمانيا وإسبانيا وهولندا ودول أخرى أن اعتبرت مبادرة الحكم الذاتي الحل الجاد والواقعي الوحيد، وهو ما يعزز مكانة المملكة في الساحة الدولية ويؤكد نجاعة دبلوماسيتها التي تمزج بين الحزم والبراغماتية والانفتاح. ومع هذا الإجماع الدولي الجديد، تتسع عزلة الجزائر وجبهة “البوليساريو”، اللتين فشلتا في إقناع العالم بجدوى الطرح الانفصالي، خاصة بعد أن باتت القوى الغربية تنظر إلى المبادرة المغربية باعتبارها ضمانة للاستقرار في منطقة شمال إفريقيا والساحل.

القرار الأمريكي الجديد يحمل في طياته اعترافاً ضمنياً بأن مغربية الصحراء أصبحت أمراً واقعاً لا رجعة فيه، وأن المجتمع الدولي لم يعد مستعداً لمناقشة سيناريوهات وهمية تتنافى مع منطق السيادة والشرعية الدولية. وهكذا، يجد المغرب نفسه اليوم في موقع قوة غير مسبوق، مدعوماً بإجماع دولي نادر يعكس احترام العالم لوضوح رؤيته وإصراره على الدفاع عن وحدته الترابية. ومع اقتراب موعد التصويت في مجلس الأمن، يبدو أن مرحلة جديدة تُرسم في تاريخ هذا الملف، تُكرّس الاعتراف المتزايد بسيادة المغرب على صحرائه وتفتح الطريق أمام حل نهائي يقوم على الواقعية والتوافق، بعيداً عن مناورات الماضي وشعارات الانفصال التي فقدت صداها في الساحة الدولية.

زر الذهاب إلى الأعلى