ضربة جديدة للجزائر والبوليساريو في قمة العشرين بجنوب أفريقيا…

الدار/ إيمان العلوي
تلقّى النظام الجزائري وجبهة البوليساريو صفعة دبلوماسية جديدة في قمة مجموعة العشرين التي احتضنتها جوهانسبورغ، بعدما فشل الحليف التاريخي للانفصاليين، جنوب إفريقيا، في فرض أي إشارة أو دعم مباشر لأطروحة الانفصال داخل البيان الختامي.
اختفاء كلمة “الاستفتاء” من وثيقة بهذا الوزن الدولي لم يكن مجرد تفصيل، بل رسالة صارخة مفادها أن العالم سئم الخطاب القديم الذي تكرر لأربعين سنة دون نتيجة، وأن قطار الحل أصبح يسير في اتجاه واحد لا يرضي صناع الأزمة في الجزائر.
البيان الختامي للقمة جاء واضحاً وبصياغة تتناغم مع قرارات مجلس الأمن، حيث دعا إلى حل سياسي وواقعي ودائم ومتوافق عليه لقضية الصحراء المغربية، دون أي تلميح لأفكار متجاوزة أو مشاريع غير قابلة للتطبيق، كالاستفتاء الذي لم يعد سوى شعار إعلامي تتشبث به الجزائر لتبرير استمرار إنفاقها المليارات على مشروع انفصالي لا يؤمن به حتى بعض قادته.
محاولات جنوب إفريقيا الدفاع عن البوليساريو داخل القمة اصطدمت بواقع جديد:
الدبلوماسية المغربية رسخت نفوذها بهدوء وذكاء، بينما تفقد الجزائر أوراقها الواحدة تلو الأخرى بسبب خطابها العدائي تجاه المغرب ورفضها الاعتراف بأن العالم يتغيّر، وأن منطق الابتزاز والعداوة لم يعد لغة مقبولة في العلاقات الدولية.
هذا التحول يأتي في سياق موجة دولية واسعة تدعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، مع افتتاح قنصليات في العيون والداخلة، والتصاعد المستمر في عدد الدول التي لم تعد ترى في البوليساريو “حركة تحرر”، بل كياناً صناعياً نشأ فوق التراب الجزائري ويُستعمل ورقة ضغط إقليمية.
النظام الجزائري حاول لعقود فرض روايته في إفريقيا والعالم، لكنه يجد نفسه اليوم أمام واقع جديد:
العالم يدعم الاستقرار، ويبحث عن حلول قابلة للتطبيق، بينما تواصل الجزائر تمويل الوهم وتكرار خطاب تجاوزته المؤسسات الدولية وحتى المنطقة المغاربية.
قمة العشرين لم تُسقط فقط مطلب “الاستفتاء”، بل أسقطت جزءاً من الأسطورة التي تحاول الجزائر تسويقها منذ نصف قرن، ووضعت البوليساريو أمام حقيقة مرة: العالم يتحرك… وهم ما زالوا واقفين في مكانهم.






