الرياضة

قرار تتويج الترجي بعض فصيحة رادس.. درس بليغ ينبغي استيعابه.. !

الدار أحمد الخلفي

"الكاف" أصدر قراره النهائي حول قضية "فضيحة رادس" وتم الإعلان عن فوز فريق الترجي التونسي باللقب الإفريقي، بينما تم إنزال غرامة بالوداد والترجي معا.. والسبب استعمال الشهب النارية.. !

يبدو القرار كوميديا جدا، ومع أن كرة القدم صارت الشيء الوحيد الأكثر جدية في العالم، لكن الذين يسيرون دواليبها، خصوصا في إفريقيا، يبدون مثل شخصيات شارلي شابلن.

لعب فريق الوداد البيضاوي في المغرب مباراته ضد الترجي بوجود تقنية الفيديو "الفار"، وهذا الفار كان له دور فعال في عدم فوز الوداد، ومع ذلك تم مضغ تلك المباراة على مضض إلى جاءت المباراة في ملعب "رادس" في تونس.

هناك في رادس، قرر التونسيون أن "يأتوها من الآخر"، ولم يُحضروا "الفار" من أصله، وسجلوا هدفا قبله الحكم، ثم سجل فريق الوداد هدفا رفضه الحكم، وكانت فضيحة بجلاجل حين بحثوا عن "الفار" فلم يجدوه في "جحره".

هذا كل ما في الأمر، والقضية لا تحتاج إلى كل تلك التعقيدات في التفسير وما يسمى الانسحاب أو المشاكل الأمنية أو غير ذلك، فالقضية في البداية والنهاية قضية احتيال واضح ومكشوف، أي أن القضية، بمفهومها القانوني قضية "نصب واحتيال".

مع ذلك فإن "الكاف" قرر خسارة الوداد، والتونسيون استعادوا لقبا ممزوجا بالعار، وأخذوا كأسا تشبه كيس نقود مسروق من بنك في منتصف الليل، تحت أعين الشرطة، بل إن الشرطة هي التي ساعدتهم وحمتهم.. !

عموما لا يمكن الحديث مطولا عن موضوع يصيب بالاكتئاب، لكن ما جرى درس بليغ للمسؤولين الكرويين المغاربة، الذين لا يفهمون أن التحكم في دواليب الكرة الإفريقية تتطلب الوصول إلى سدة القرار، كما يفعل التونسيون، الذين حولوا "فضيحة رادس" إلى تتويج تاريخي. . !

وقبل ذلك تابعنا مباراة فريق النهضة البركانية أمام فريق البنزرتي التونسي في بركان، وشاهدنا كيف حول لاعبو البنزرتي التونسي المباراة إلى حلبة للملاكمة والرفس والدهس، وفي النهاية خرجت "الكاف" بعقوبات بسيطة جدا، بل رمزية، في حق اللاعبين، الذين كان يستحق عدد منهم الإيقاف عن لعب الكرة مدى الحياة.

ربما تكون هذه القضية نقمة في طيها نعمة، والنعمة لن تتحقق إلا عندما يستوعب المسؤولون الكرويون، وحتى السياسيون، في المغرب، أن الفرق التونسية، على الخصوص، تربح الألقاب قبل لعب المباريات لسبب بسيط، وهي أن للبلاد رجالها في دواليب وهيآت الكرة الإفريقية.

فمتى نستوعب الدرس..؟ !

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

3 × 1 =

زر الذهاب إلى الأعلى