الرياضة

لقجع: ملك وعود الليل على نخب الشاي الأحمر

الرباط/ صلاح الكومري

وهو يتحدث في الميكروفونات، في المنصات وأمام وسائل الإعلام، في الندوات الرسمية، يطلق للسانه حرية التعبير بلغة عربية، ينسى أن يحكمه بلجام الضبط والتحفظ، يحرص فقط على إلقاء خطب صارمة، بغض النظر عن حقيقتها ومصداقيتها، يصدر للرأي العام وعودا وعهودا على عواهنها، تنأى الجبال عن حملها.

حين استفاق الرأي العام صباح 13 أبريل 2014 على خبر انتخاب فوزي لقجع، رئيسا لجامعة الكرة، في جمع عام استعملت فيه جميع مصطلحات ومرادفات السب والقذف الشنيعة، اعتبر البعض أن الأمر لا يعدو أن يكون إحدى افتراءات شهر الأكاذيب، وحين تيقنوا من صعوده لسدة حكم البيت الجامعي عبر النشرات الرسمية، أيقنوا أن الكرة المغربية خرجت من رحم الجنرالات والسياسيين، لتتربى في كنف الكذب.

وعد فوزي لقجع الجمهور المغربي ببلوغ المباراة النهائية لنهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، وقال ما مفاده إنه "من غير المقبول..ومن غير المعقول أن لا نخوض النهائي"، ووعد المغاربة بـ"الاحتفال جميعا" في 19 يوليوز الماضي، بالتتويج بالكأس، ولم تمض غير أيام معدودات، حتى أدرك الرأي العام المغربي أن الرجل تاجر محترف في بيع الوهم.

حين أحالت محكمة التحكيم الرياضي "طاس" ملف قضية الوداد الرياضي والترجي التونسي على لجنة الانضباط في الاتحاد الأفريقي، طمأن لقجع أنصار الفريق، وقال لهم فليطمئن قبلكم، ووعدهم بنصر مبارك وعظيم، يبقى حكاية على كل لسان مدى الدهر وتحكيه الجدات للصبيان.

 صدّق "الجيش الأحمر" وعود الرئيس، وباشر في تجهيز الذبائح والولائم والمشاريب ومسارح الرقص والأفراح والليالي الملاح، فتفاجؤوا بقرار لجنة الانضباط القاضي بهزيمة الفريق في موقعة "رادس"، فأدركوا أن قائدهم الأعلى باعهم الوهم حين ضبط إيقاع مزاجه بشاي صيني أحمر معتق.

قبل انطلاق الموسم الماضي 2017/2018، أقسم لقجع بأغلظ إيمانه، وحلف باليمين أن الدوري الأول، المسمى، مجازا، "دوري المحترفين"، لن ينطلق إلا وجميع الفرق قد أسست شركات رياضية تدبر أمورها، ومع مرور الأيام والليالي، اكتشف الرجل أن القانون المنظم لهذا الزواج بين الشركات والأندية، تشوبه عيوب، ويحتاج إلى "عدول" لملائمة نسخته العربية مع الفرنسية، ولم يدرك أنه في الحقيقة هو من يحتاج إلى ملائمة خطبه الرنانة وشعاراته الحماسية مع واقع متطرف بين يديه.

يذكر الرأي العام جيدا، كيف كذّب فوزي لقجع، جملة وتفصيلا، خبر إقالة الزاكي بادو من تدريب المنتخب المغربي بعد نهاية أشغال أول جمع عام له في 9 فبراير 2016، وقال بالحرف: "الزاكي في مكانه يؤدي عمله، ولا أعلم من أين جاء هذا الخبر"، وبعد أقل من 24 ساعة على ذلك، عاد لينفي نفيه خبر إقالة الزاكي، ويؤكد بأعين جاحظة، خبر الاستغناء عنه وتعيين الفرنسي هيرفي رونار محله، وقتها، تيقن كثيرون أن الرجل لا مشكل عنده في أن يقسم بيمينه على الكذب، فقط يقسم بشماله أيضا إذا لزم الأمر.

في إحدى خطاباته "الرنانة" الموسم الماضي، هدد فوزي لقجع، الأندية التي عليها ديون، ولم تؤدها، بإنزالها إلى القسم الثاني بعد أن يحرمها من ميراثها من مستحقاتها السنوية، لكن  مع مرور الوقت، قام بنقيض تهديداته، إذ أنه منح الرجاء البيضاوي دعما ماليا في نزاعه مع أحد لاعبيه في محكمة التحكيم الرياضي "طاس"، إضافة إلى تمكينه من دعمه الرسمي، مع أن الفريق الأخضر، وقتها، كان غارقا في الديون إلى رأسه إلى أخمص قدميه.

أكد لقجع أنه حكواتي فنان، ومحترف في تطريز الكلام المباح والغير مباح، يستحق جائزة الأوسكار عن جدارة واستحقاق، ففي كل مرة نقول إنه سيلعن الشيطان الرجيم، ويتحدث بصراحة، يعود ليؤكد لنا أن لديه احتياطيا عالميا في وعود تنزل عليه بعد بضع رشفات من كأس الشاي الأحمر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة عشر − 7 =

زر الذهاب إلى الأعلى