الرياضة

هاليلوزيتش: جنرال بارد الدم قتل الخوف في قلبه ويواجه الحياة ببرود

الرباط/ صلاح الكومري

بخطى متثاقلة، منتصب القامة، دخل القاعة، جلس بتثاقل في الكرسي المخصص له، تفحص الحضور، بهدوء وعينين باردتين متثاقلتين ناعستين، بدا كأنه ينظر من علّي لأسفل، بعنق مشرئب وعينين غارقتين في محجريهما، ظل صامتا وإلى جانبه فوزي لقجع يلقي خطابا للصحافين في ارتباك واضح، أكده حين انسحب مباشرة بعد نهاية كلمته.

استهل المدرب البوسني وحيد هاليلوزيتش حديثه للصحافيين بالتأكيد على جسامة المسؤولية التي قبل توليها، نوه بالكرة المغربية، ولاعبي المنتخب الوطني، وحتى الدوري الوطني للمحترفين، تساءل عن غياب لاعبين من فرق مغربية وصلت إلى المراحل النهائية في المنافسات الأفريقية، عن المنتخب الوطني.

بدا المدرب البونسي المعروف بصرامته وجديته متفائلا بقيادة المنتخب الوطني، اعتبر الأمر حلما قديما تحقق، قال إنه يعرف الكرة المغربية جيدا، ويعرف أغلب اللاعبين المغاربة الممارسين في الدوريات الأوروبية، كما كشف متابعته لعشر مباريات للأسود، من بينها مباريات نهائيات كأس العالم ومباريات نهائيات كأس إفريقيا.

بدا الرجل واثقا من ما يحيط به، مدركا تمام الإدراك للعمل الذي ينتظره، مثل شيخ حكيم خبر تضاريس الحياة بعدما عكرته وكبدته مصاعبا ومشاقا، أطاحت به حينا، وأطاح بها أحيانا، أو جنرال قتل فيه الخوف وصار بارد الدم، قد يبدو الأمر مبالغا لمن يجهل بداياته في التدريب، لكنه عاد جدا بالنسبة يعرف أنه واجه الموت بعينيه، وتحدى الخوف، وحمل الكلاشينكوف، ووقف أمام الدبابات في حرب البوسنة ضد الكروات والصرب.

لم ينس وحيد استحضار تجربته السابقة في الرجاء البيضاوي، سنة 1999، حين قاد الفريق إلى التتويج بدوري أبطال إفريقيا، قال إن هذا اللقب من بين أجمل ذكرياته في مساره التدريبي، كما أشار إلى أنه في سنه 67، لم يعد له طموح وراء الدنيا الفانية، ولا يجري وراء المال، لأنه لو كان يسعى له، لكان قبل عروضا مغربية جدا عرضت عليه ورفضها، بل إن طموحه تحقيق الألقاب والإنجازات، موضحا: "كرة القدم لعبة جميلة، لا يمكن قياسها بالمال، لا يمكن مساومتها بالأجور، المال يأتي ويذهب، أعرف أناسا من عائلتي، من بينهم إخوتي، أجورهم الشهرية أقل من 1000 أورو، ولكنهم يعيشون بسعادة.. السعادة والإنجازات لا يمكن شراؤها بالمال".

كثيرون أبدوا تفاؤلهم بالمدرب البوسني مع المنتخب المغربي، وهم في ذلك على حق، فالرجل يشترك مع المغاربة في كثير من الطباع، فهو مسلم، من أسرة فقيرة متدينة عاشت في الأرياف، كبر في بيئة تحافظ على العادات والتقاليد الإسلامية، كان يصاحب والده في زيارته لأصدقائه، لهذا بالأكيد أن الرجل أصبح واحدا منا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

12 − أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى