طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن: حاجة ملحة للتوارث
طلحة جبريل
اعتقد أن الفلاحين، وعلى الرغم من التجارب الآسيوية، خاصة تجربة ماوتسي تونغ في الصين، هم أقل شرائح المجتمع ميلاً إلى التمرد. حين ينزع الفلاح نحو التمرد لاشك أن خللاً كبير قد حدث.
ارتباط الفلاح بالأرض وما تجود به السماء يفوق كثيراً ارتباطه بالقوانين المجتمعية. إذ أن الفلاحين هم أكثر الفئات قدرة على التحمل والصبر، لأن مهنتهم تعتمد أصلاً على الانتظار.انتظار المطر إذا كانوا يعتمدون عليها، أو هبوط المياه من القمم والجبال ، ذلك بالطبع لا يشمل الأراضي المسقية .
ثم انتظار البذرة التي ترمى في جوف الأرض لتخرج نبتة على سطحها. وانتظار نموها الى أن تصل مرحلة القطاف.
تدور الحياة من حولهم وتموج، وهم لا يعنيهم من كل ذلك سوى حال الأرض وتقلبات أحوال الطقس، لذلك ما أن يلتقي فلاح مع زميل له إلا يكون حديث الطقس هو المحور .
ما يلفت الإنتباه أن الفلاحة لم تعد تستهوي كثيرين، لذلك إنكمشت ظاهرة توارث المهنة بين الأجيال.
كان الأطفال والصبية في الماضي يتابعون دراستهم، لكنهم عندما يتجهون نحو الحقول، يتحولون الى "فلاحين" يساعدون الآباء في جميع الأشغال. هذه الظاهرة الآن الى إندثار، وهذا أمر مؤسف.
المهن التي يتوارثها الأبناء من الآباء، هي التي تحافظ على المهارات الحقيقية.
إذا كانت المجتمعات تعتمد على الفلاحة كما هو شأن المجتمع المغربي، فإنه يحتاج كثيراً إلى "التوارث".