مستغلة أموال تبرعات.. إسرائيل ستغري الدول لنقل سفاراتها إلى القدس
قررت وزارة الخارجية الإسرائيلية تفعيل مبادرة جديدة لحث العديد من دول العالم على نقل سفاراتها من تل أبيب إلى القدس المحتلة، عبر حشد تبرعات من يهود العالم، لصالح خطوة من هذا النوع، ومن ثم قطع الطريق أمام الدول التي تقول إنها ”غير قادرة على توفير ميزانية لنقل سفاراتها“.
وذكر تقرير نشره موقع ”ماكور ريشون“ اليوم الأحد، أن وزير الخارجية بحكومة تصريف الأعمال يسرائيل كاتس صادق على مبادرة نقل السفارات الأجنبية إلى القدس عبر أموال التبرعات، إذا تبين أن دولاً عديدة امتنعت عن الخطوة، كانت قد أبلغت إسرائيل أن السبب يعود إلى الميزانيات والكلفة المالية الباهظة.
وأضافت أن تخصيص أموال التبرعات لصالح دعم نقل سفارة دولة من الدول سيبدأ تطبيقه مع إقرار موازنة 2020، ومن ثم ستحصل كل دولة ترغب في نقل سفارتها إلى القدس المحتلة على 50 مليون شيكل (الدولار الأمريكي يساوي اليوم 3.51 شيكل إسرائيلي).
وامتنعت العديد من دول العالم التي تجمعها صداقة وعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل عن نقل سفاراتها إلى القدس المحتلة خشية تحمل ثمن سياسي واقتصادي باهظ، سينجم عن حدوث أزمة بينها وبين العالم العربي والإسلامي، وحاولت دول هامشية، آخرها جمهورية مولدوفا الواقعة شرقي أوروبا، القيام بخطوة من هذا النوع في إطار حاجتها للدعم الأمريكي، متخذة من التقارب مع إسرائيل مدخلًا لهذا الدعم.
لكن المبرر الرسمي الذي ساقته دول أخرى لتل أبيب كان يتعلق بالكلفة المالية الباهظة، حيث يتطلب الأمر العثور على مقر بالمدينة الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن كلفة انتقال أعضاء السلك الدبلوماسي والعاملين إلى المدينة ذاتها، إضافة إلى نفقات أخرى كثيرة.
ووفق الخطة، ستأتي التبرعات من جانب يهود العالم إضافة إلى شخصيات غير يهودية داعمة لتحويل مدينة القدس إلى مدينة حاضنة لسفارات العالم، ومن ثم شرعنة سيطرة الاحتلال الإسرائيلي عليها.
ونقل الموقع عن المستشار القانوني لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن الحديث يجري عن مبادرة حقيقية تم طرحها بالفعل، وأن الأمر يتطلب فقط صدور قرار من الحكومة، مضيفًا أن الوزير كاتس كان قد أكد أن إحدى أولويات مهامه كوزير للخارجية هي نقل سفارات أكبر عدد من دول العالم إلى القدس.
ونوه المستشار القانوني للخارجية الإسرائيلية إلى أنه ”طالما كان بمقدور إسرائيل حشد تبرعات لصالح احتفالاتها بعيد الاستقلال، فإنها قادرة على حشد تبرعات من أجل تعزيز سيطرتها على القدس“، مضيفًا: ”لا يوجد أهم للتاريخ اليهودي والصهيوني من تعزيز سيطرتنا على القدس“.
وافتتحت الولايات المتحدة الأمريكية في ماي العام الماضي سفارتها بالقدس المحتلة، لتكون الدولة الأولى التي تقدم على خطوة من هذا النوع، فيما عولت إسرائيل على الموقف الأمريكي لحث العديد من الدول الصديقة لها على نقل سفارتها أسوة بالولايات المتحدة، لكن الأمر لم يحدث.
وأقر خبراء إسرائيليون في يونيو الماضي، وفقًا لتحقيق نشرته وقتها صحيفة ”جيروزاليم بوست“، بفشل الدولة العبرية في ترجمة خطوة نقل السفارة الأمريكية إلى ضغوط يمكن ممارستها على العالم العربي وعلى السلطة الفلسطينية، حيث فشلت إسرائيل في فرض واقع جديد على الأرض يتمثل في اتباع دول العالم للنهج الأمريكي من حيث الاعتراف بالمدينة المحتلة عاصمة للدولة العبرية.
وتوقع خبراء تحدثوا للصحيفة، منهم عوفير إزرائيلي، المحاضر وزميل الأبحاث في كلية لودر الحكومية للدبلوماسية والاستراتيجية التي تتبع مركز هرتسليا المتعدد التخصصات، أن يشهد كل عام إعلان دول هامشية وصغيرة نقل سفارتها للقدس، ولا سيما تلك التي تحتاج إلى الدعم الأمريكي.