الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن عبيد وسادة

طلحة جبريل 

في مطلع الستينيات انقسمت إفريقيا الى مجموعتين. مجموعة "الدار البيضاء" ، ومجموعة "مونروفيا" عاصمة ليبيريا. 

ضمت المجموعة الأولى قادة التحرر في إفريقيا، مثل الملك محمد الخامس وجمال عبد الناصر وموديبو كيتا (مالي)  أحمد سيكوتوري (غينيا) وكوامي نكروما(غانا).

ضمت المجموعة الثانية قادة موالين للغرب، مثل ليوبولد سنغور و الامبراطور هيلاسلاسي. كانت المجموعة الأولى تتحدث عن "كونفدرالية إفريقية" في حين اعتبرت المجموعة الثانية أن التعاون الإقتصادي بين الأفارقة هو الطريق الأمثل.

ناهضت دول المجموعة الأولى "الغرب الإستعماري" في حين كانت دول المجموعة الثانية موالية للغرب، علاقاتها وطيدة مع المستعمرين السابقين.

و للضغط على المجموعة الأولى، قاطعتها الدول الأوربية وفرضت عليها حصاراً إقتصادياً، ومنعت الشركات الغربية العمل في مشاريع التنمية وتشييد البنيات التحتية، ومرافق الخدمات، كما أغلقت حدودها في وجه الطلاب والباحثين من هذه الدول، وهو ما خلق بالفعل مشاكل وتعقيدات "للدول التقدمية". 

إذا تعاملنا مع تطورات تلك المرحلة بمقاييس هذا الزمن، ربما لن تكون النتيجة في صالح مجموعة "الدار البيضاء" لكن المؤكد أن الماضي لا يحاسب بهذه الطريقة. ثم أن الثابت أن الماضي يحاسب ولا يعاقب،عقاب الماضي ظالم بأثر رجعي لأنه يصبح حينئذ عبئاً على الحاضر والمستقبل. 

المؤكد أن قادة التحرر في إفريقيا آنذاك إختاروا ما يتسق مع طموحات ورغبات شعوبهم، التي كانت تخوض معارك ضارية ضد فكرة ، ترى أن العالم  ينقسم إلى "عبيد وسادة ".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة − ثلاثة =

زر الذهاب إلى الأعلى