فاجعة تارودانت.. الطبيعة لا تغضب والوديان والسيول ليس لها ذنب
"الدار"/ بوشعيب حمراوي
لا ذنب للسيول والمياه والأمواج التي تجرف السكان والمنازل والمرافق والمصطافين… لأنها ببساطة توجد فوق مجاري وأحواض الوديان وشواطئ البحور.. والأودية والأنهار والبحور في كل بقاع العالم لابد وأن تستعيد مجاريها وأحواضها وشواطئها مهما طال الزمن… او حتى على الأقل ربط لقاء الشوق بها ولو لثوان او دقائق…
وهذه ليست تنبؤات ولا فرضيات ولكنها حقائق علمية.. والمفروض ان تأخذ بها الدول والشعوب حتى لا تصاب بالكوارث والفواجع .. والنماذج كثيرة بالمغرب.. نذكر منها:
1) حوض وادي المالح بالمحمدية…
سافلة المحمدية حيث لاسمير ومقر العمالة والتنس وللغولف والبارك والاحياء السكنية .. كلها تتواجد فوق الحوض المائي لوادي المالك. وفوق الوعاء العقاري لما كان يعرف بالمنطقة الرطبة المفروض أنها محمية وفق اتفاقية رامسار بإيران .
2 ) شواطى البحار..
شاطئ الدهومي باقي شواطئ بوزنيقة والمنصورية والشراط والمحمدية و… حيث زحف الاسمنت الى فوق الملك العمومي البحري. وعندما يستغيث البحر ويقرر استرجاع أراضيها نبدأ في البكاء والنواح .. ونتحدث عن تسونامي و…
قدمت فقط نموذجين علما ان تراب المغرب يعرف تجاوزات عدة شبيهة. وان لا أحد فكر في الزيارات المفاجئة لسيول الاودية والانهار وامواج البحار. والتي تكون في غالبيتها حد مدمرة ومكلفة ماديا وبشريا. وفي حالة وقوعها نكتفي باعتبارها قدرا مقدرا.. ونوهم أنفسنا بأننا ضحايا غضب الطبيعة علما ان الطبيعة لا تغضب ولكنها تحاول إعادة إرساء توازن بيئي تسببنا في خلله.
هذا يسري حتى على البرك المائية والضايات التي يتم ملؤها بالاتربة والأحجار وتحويلها إلى وعاء عقارب البناء… البرك والضايات هي مصبات لمياه الأمطار.. وإغلاقها يعني ثلاثة أشياء:
أولا: تبدأ تلك المياه في البحث عن منافذ مصبات جديدة وهذا ما يسبب أضرارا جسيمة بالأراضي المجاورة.
ثانيا: تختزن تلك البرك والضايات كميات كبيرة في جوفها تجعل منها أرض هشة غير صالحة لحمل الأثقال، وبالتالي غير صالحة للبناء.
ثالثا: في حالة عدم توفر منافذ بديلة للمياه، تحدث المياه شقوقا في جوف الأرض وتبحث لها عن مخازن جوفية قد تتسبب في انهيارات مفاجئة للتربة وكل ما يوجد فوقها.
بدون الاهتمام بما سبق سنبقى نسمع عن كوارث وفواجع شبيهة بالتي وقعت في ضواحي تارودانت.
علينا ان نتأكد من ان الطبيعة لا تغضب، وأن البشر لا يمكنه إغضاب الطبيعة مهما عاث في الأرض فسادا.. كما عليه أن يدرك انه لاشك سيجني ثمار فساده.. وأن المتضرر من فساده هم بالدرجة الأولى بنو جنسه.