الرأي

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن صناديق الإقتراع

طلحة جبريل 

أتحدث اليوم عن قضية دفعها تسارع الأحداث في كل المنطقة إلى الظل.إخترت الحديث عنها لأنها تطرح الإشكالية الأساسية حول "العملية الديمقراطية"وهي مسألة الذهاب الى "صناديق الإقتراع" باعتبارها جوهر الديمقراطية. 

هذه المسألة ترتبط بأمرين، أحزاب سياسية قادرة على تحفيز الناخبين للتوجه نحو مراكز الإقتراع، وإعلام قوي يساهم في هذا التحفيز.

عندما يتوجه الناخبون نحو صناديق الإقتراع يكونوا قد ارتضوا من حيث المبدأ ما ستفرزه هذه الصناديق، في حين يفترض أن يلتزم المرشحون بالوعود التي قطعوها للناخبين، خاصة إذا تعلق الأمر بإنتخابات محلية ترتبط بحياة الناس.

العملية الإنتخابية  في عمقها "تعاقد أخلاقي" ولا يمكن لها إلا أن  تكون ذلك، من هنا يبقى التعريف القديم للديمقراطية تعريفاً مثالياً، ذلك الذي يقول "إن الديمقراطية هي حكم الشعب بواسطة الشعب من أجل الشعب".

وهكذا نصل الى النقطة الجوهرية، أي أنه لا توجد وسيلة أخرى من غير "صناديق الإقتراع" يمكن أن تجسد "العملية الديمقراطية". لكن قبل الذهاب نحو "صناديق الإقتراع" لابد من تحقيق مناخ ملائم، من ذلك تقديم ضمانات بنزاهة الإنتخابات، والحد من أي قيود على حرية التجمع والتعبير، والمساواة بين المرشحين، والأهم من كل ذلك تمويل الدولة لحملات المرشحين على جميع المستويات، إذ أن "تبرع الناخبين" لتمويل الحملة أسلوب لا يمكن أن يكون صالحاً إلا في بلد مثل الولايات المتحدة، لاعتبارات كثيرة.

مشكلة التجربة الأميركية ، أنها "أميركية".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

9 + 13 =

زر الذهاب إلى الأعلى