فن وثقافة

طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن خيانة المثقفين

طلحة جبريل

يفترض ان اكثر الفئات دفاعاً عن حرية التعبير والنقد هي شريحة المثقفين، لكن يبدو ان هذه الخلاصة ليست صائبة تماماً. يفترض أن "المثقف" شخص مطلع، يستطيع رصد وتحليل ظواهر المجتمع الذي يعيش فيه، يقدم تشريحاً أو تحليلاً أو رؤى للفهم، ويترفع عن المماحكات، ولا يكترث لما يقال عن شخصه. في هذا السياق أتذكر حوارا مع أحد الشعراء البارزين في مجال الشعر الحديث، قال في معرض تقييمه لأحد زملائه "ان تناقضاته الفكرية وانتهازيته السياسية، أصابت شعره بالجمود والتيبس"بعد فترة قرأت حوارا مع الشاعر الثاني، وحين سئل عن رأيه في ما قاله زميله أجاب "لم أسمع بهذا الاسم، ولا أعرف شاعراً يحمل هذا الاسم".أي أنكر وجوده تماما.

في المجال الإبداعي، ثمة أشياء تحدث عجيبة غريبة"مافيات ثقافية" تحيط أفرادها بالحماية وتعمل ليل نهار للترويج لهم. ادباء وكتاب لا تنقطع كتاباتهم عن أنفسهم، بأسماء مستعارة، وينشرون الكثير خاصة في الشبكات الإجتماعية . وتارة أخرى يتطوعون لإجراء حوارات مع أنفسهم،يحدث هذا، ويرسلونها مع الصور الى الصحف والمجلات والمواقع الاليكترونية. يتركون الإبداع ويركضون نحو الأضواء. 

من المؤسف جداً، ان يفقد المثقف شفافيته وروحه. ذلك أن السقوط الحقيقي لأي "مثقف" عندما يخلط بين العمل من أجل الشهرة والإبداع  وتحليل الظواهر الإجتماعية. في ظني أن أسوأ درجات الإنحدار، ألا يكترث "المثقف" للقضايا الأساسية لمجتمعه. المثقف الحقيقي لا يخون قضايا شعبه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

تسعة عشر − ستة عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى