الدين والحياة

عبادي يدعو إلى مقاربات متعددة الأبعاد لمحاربة التطرف والإرهاب

الدار/ خاص

أكد أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن محاربة التطرف والإرهاب، ليست مجرد معركة بل حرب يتعين على الجميع القيام بالمتعين ازاءها.

واعتبر الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في برنامج "حوار" على قناة CGTN الصينية، أن هناك أمرين يسترشد بهما، هما الجلال والجمال، اللذان يساعدان على معاجلة مختلف المشاكل، والقضايا الشائكة بهدوء وفعالية، وهو ما نلمسه من نهج الرئيس الصيني، السيد شي جين بينغ، في معالجة قضية التطرف الديني، والإرهاب، بما يخدم مصلحة الشعب الصيني في العاجل والآجل، مشيرا الى أن هذا النهج أو المقاربة تدمج البحث، والملاحظة، وأيضا البعد التقني، مما أنتج نتائج ملموسة، قابلة للقياس، وواقعية في البلد، وبطريقة ديمقراطية.

وأوضح  عبادي، الذي شارك في المؤتمر العالمي حول "مكافحة الارهاب والتطرف، وحماية حقوق الانسان"، الذي اختتمت أشغاله، الجمعة الماضي، فى اورومتشى عاصمة منطقة شينجيانغ، بشمال غرب الصين، أن   الإرهاب هو مزيج من العوامل، وليس مجرد ظاهرة واحدة بسيطة، بل ظاهرة تتداخل فيها عوامل نفسية، فكرية، واقعية، مجتمعية، وأيضا تاريخية"، مشددا على ضرورة البحث بعمق في هذه العوامل بغية تحليلها، والوقوف عندها للتوصل للداء الناجع لهذا المرض المتوطن"، مبرزا أن البعد الوقائي لم يعد كافيا بل يتيعن إيجاد نوع من المناعة والتحصين.

و تطرق الأمين العام للرابطة خلال هذا الحوار الى الأحلام الأربعة التي تستند اليها الجماعات المتطرفة في خطابها، وهي حلم الصفاء (الرجوع إلى الأصل) وحلم الوحدة (بعد انهيار الخلافة العثمانية) وحلم الكرامة (بعد معاناة طويلة) وحلم الخلاص (الفرقة الناجية-الطائفة المنصورة).

وقال أحمد عبادي، ان جمهورية الصين، التي تربطها بالمغرب علاقات قوية، طورت، وراكمت على مدى عقود مؤسسات، وتجربة مهمة في مكافحة الجرائم الوحشية، والألم والظلم وكل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والتعليمية، كما طورت أيضا نموذجا وظيفيًا في مجال محاربة التطرف والإرهاب، وفي مجال  المعرفة والبحث"، و ألا أدل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم، اطلبوا العلم ولو في الصين". فالصين، يردف الدكتور عبادي، طورت نموذجا الخاص في التنمية، ومواجهة مختلف التحديات، من خلال ادماج الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والتربوية.

واعتبر ذات المتحدث أن استدماج هذه العناصر في معالجة قضايا مثل الإرهاب والفقر والسلطة، أمر ممكن، عندما تتوفر لدينا طاقات من المحامين والباحثين والقضاة ومناضلي حقوق الإنسان في اطار نموذج مكونات الهوية الثقافية والتاريخية، والتي تدمج مفهوم حقوق الإنسان، دون إهمال الحرب ضد الإرهاب، الذي يناقض في الأساس منظومة حقوق الإنسان.

ودعا عبادي الى أن الاهتمام بالجانب الوقائي في معاجلة الإرهاب والتطرف، ليس كافيا، بل نحن في حاجة الى "أنزيمان" للمرور من  رد الفعل إلى التحصين، من خلال الاعتماد على  المناهج التعليمية، والاشتغال مع الشباب، ومختلف شرائح المجتمع من عائلات، أطفال، مراهقون، والشباب "الرقمي"، الذي يقضي ساعات طوال أمام التويتر، و شبكات التواصل الاجتماعي، الحبلى بشخصيات مؤثرة سلبا.

وقال الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء ان الخوف من بعضنا البعض دفع بالعالم الى استثمار حوالي 17 تريليون دولار في السباق نحو التسلح، مبرزا أنه عندما نقسم هذا المبلغ على أعضاء هذه الأسرة الممتدة، فإنه يعطينا 2288 دولارًا لكل عضو، وهي استثمارات أمكننا استثمارها  في التعليم والصحة، والغذاء وغيرها من القضايا المجتمعية الملحة التي تواجه عالم اليوم".

وبالتالي، يردف الدكتور عبادي، "نحن بحاجة إلى العمل الجاد، وبناء عملية السلام، وتجنب هذه الاستثمارات الفتاكة في السباق نحو امتلاك الأسلحة".

وعن العلاقات المغربية الصينية، قال فضيلة الأمين العام ان زيارة الصين بالنسبة للمغاربة، ليسا وليدة اليوم، بل كان تقليدا رسخه الرحالة، ابن بطوطة، مؤلف كتاب "غرائب الأمصار وعجائب الأسفار"، عندما زار هذا البلد، منذ آلاف السنين.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى