الوداديون يستحضرون الذكرى 18 لوفاة “شهيد الديربي”
الرباط/ صلاح الكومري
في مثل هذا اليوم، قبل 18 سنة، وبالضبط في 29 شتنبر 2001، صُدم الرأي العام الرياضي بخبر وفاة اللاعب يوسف بلخوجة، بعدما سقط مغشيا عليه في مباراة "الديربي" بين الوداد الرياضي والرجاء، برسم نصف نهائي كأس العرش.
سقط بلخوجة "شهيد الديربي"، فجأة، مغشيا عليه، قرب مربع عمليات الرجاء البيضاوي، اعتقد الجمهور، ساعتها، أن الأمر يتعلق بإصابة عابرة، أو باحتكاك مع اللاعب الرجاوي زكرياء عبوب، الذي كان الأقرب إليه فوق البساط الأخضر، ولكن بعد سويعات، وبالضبط مباشرة بعد نهاية المباراة بفوز الوداد الرياضي بهدف لصفر، سقط الخبر صاعقا على الجميع، وفاة بلخوجة نتيجة سكتة قلبية.
لم يصدق لاعبو الفريقين ولا الجمهور، الخبر الصادم، الكل ظل يتساءل ويبحث عن الخبر اليقين، هل حقا توفي بلخوجة الذي كان، قبل سويعات، يركض فوق الملعب بكامل قواه؟ هل حقا رحل بلخوجة، اللاعب الخلوق والهادئ؟
ما كاد لاعبو الوداد الرياضي يعبرون عن فرحتهم بالتأهل إلى نهائي كأس العرش، حتى سقط عليهم الخبر ليخرسهم، ويصيبهم بالصدمة، جحظت عيونهم في بعضهم متسائلين، هل نحن في حلم أم علم؟، وحين قدم إليهم لاعبو الرجاء لتقديم واجب العزاء، تيقنوا من الخبر اليقين، وأدركوا أن الأمر واقع، لا تشوبه شائبة.
تجمع جمهور الوداد الرياضي، ليلة المباراة، قرب إحدى مصحات الدار البيضاء، حيث كان يرقد جثمان "شهيد الديربي"، للتأكد من الخبر اليقين، وليرووا ظمأهم بتفاصيل الوفاة، وفي اليوم الموالي، تجمهروا أمام مشرحة عين الشق، حيث جيء باللاعب لتحديد أسباب الوفاة، وحيث تقاطر على المشرحة، عشرات المسؤولين بزيهم الرسمي، قدموا واجب التعازي والمواساة لنصر الدين الدوبلالي، رئيس الفريق الأحمر آنذاك.
قبل تحديد أسباب وظروف وفاة بلخوجة، وجهت أصابع الاتهام إلى اللاعب الرجاوي زكرياء عبوب، إذ أن بعض الوداديين اتهموا الأخير بتسديد لكمة لحلق الراحل، فأصابه في مقتل.. لكن بعد التحريات والفحوص الطبية والتشريح، اتضح، جليا، أن الوفاة نتيجة سكتة قلبية، وأن عبوب بريء من دم "الشهيد".
في كل سنة، يتذكر أنصار الوداد الرياضي، "شهيدهم"، يقدمون لعائلته واجب المواساة، أما آخرون، فقد جعلوا من وفاته قضية يسترزقون بها، ويغتنون على حساب روحه، إنهم أولئك الذين يتاجرون في الأحياء والأموات معا.