كيف تتقن أكثر من لغة في آن واحد؟
إن إتقان لغة جديدة يُمكِّن من التعرف على أناس آخرين، واكتشاف ثقافاتهم، وهو كالمشروع الذي تخوض غماره، ومن خلاله تكتسب لغات تفتح لك آفاقًا في حياتك تجوب بها البلدان.
تستطيع أن تُسطِّر برنامجًا كأن تتعلم كل سنة لغة، فتصور بعد بضع سنوات، كم لغة ستكون بحوزتك؟ هذا التعلم يسمح لك بإجراء حديث لمدة عشر دقائق، تتواصل وترسل رسالات وتستقبلها، فلا يعني وصولك إلى لغة أدبية راقية، المهم هو القدرة على التحادث والفهم.
في مسار اكتساب اللغة تصاب بالكلل والملل؛ لطول مدة الدروس، فاقْرِنْ هذا الزمن بما يجلب لنفسك المتعة؛ كقراءة المقالات أو الألغاز، ومشاهدة الأشرطة الوثائقية؛ فهي حلول تحفزك بين الفينة والأخرى.
خصص وقتًا في اليوم؛ فما يُعينك على التعلم ليس الكم، إنما المداومة والانتظام، فنصف ساعة تكفي لإبقاء الاتصال مع اللغة؛ كي لا تتفلَّت كلماتها من ذهنك؛ حيث إن للاستمرارية فاعلية عميقة.
حتى تُبقي الرغبة كامنة فيك، تعرف على السبب الذي يدفعك لتعلم لغة جديدة؛ لأنه إن لم تحدد الغاية من ذلك، قد يذهب مجهودك هباء منثورًا، فكثيرًا ما تعترينا الحماسة في البداية وبعدها تخبو جذوتها؛ لعدم تحديد الدافع لاكتسابها، سواء على الصعيد الشخصي أو العملي أو الاجتماعي، فاللغة تُساعد كثيرًا على زيادة الثقة بالنفس، وترفع من نسبة النجاح في الوظيفة، وتساعد على التعرف على أصدقاء.
التمكن من أكثر من لغة يمنحك نظرة مختلفة لهذا العالم، وفي طريقك الماتع تُمسك بمقاليد لغة نادرة تُفيدك بفرصة ربما لم تكن تتوقعها؛ ففي عالم اليوم، الحاجة ماسة لكل اللغات فهي سلاح تستعين به.
إن تعلمك للغة ثم المرور إلى أخرى، لا يعني أنك ستنسى الأولى، بل ذاكرتك ستبقى حافظة لتراكيبها وجملها، ما يشكل عاملًا صحيًّا بالنسبة للعقل، بالوقاية من أمراض الشيخوخة؛ فلا تتردد في خوض هذه التجربة إن كنت من المحبين للغات؛ فهناك من يتقن عشر لغات في آن واحد.