أخبار الدار

الانتقال نحو مدن مستدامة بإفريقيا يتطلب مقاربة جديدة تفضي إلى تحول متعدد الأبعاد

اعتبر مشاركون في لقاء نظم اليوم الأربعاء بالدار البيضاء، على هامش النسخة ال 11 لمعرض (POLLUTEC Maroc)، أن الانتقال نحو مدن مستدامة بإفريقيا يتطلب مقاربة جديدة تفضي إلى تحول متعدد الأبعاد.
ولفتوا في هذا اللقاء المنظم حول " الانتقال نحو مدن مستدامة .. طموح إفريقي "، أنه في سنة 2050 سيبلغ عدد سكان القارة الإفريقية 5 ر2 مليار نسمة ، أي ما يوازي ربع ساكنة الكرة الأرضية .
وحسب هؤلاء المشاركين، فإن الأمر يتعلق ب 3ر1 مليار إفريقي إضافي، مع الإشارة إلى أن المدن قد تستوعب حوالي 70 بالمائة من النمو السكاني، مما سيطرح عدة تحديات لها صلة بالنمو الحضري، وهو ما يتطلب إعداد مستقبل حضري مستدام على مستوى المدن والأقطاب الحضرية المستقبلية .
وفي هذا السياق قال رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيد رضى الشامي في تدخل له، إن مختلف الأرقام المتوفرة تعكس حجم التحديات التي تواجهها مجتمعاتنا في ما يتعلق بتلبية احتياجات ساكنة المدن التي تتزايد، والتي تغطي مجالات السكن، والنقل ومنظومة الطاقة والبنى التحتية، والتشغيل والخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية.
وتابع أنه بالرغم من الجهود المبذولة في مجال التخطيط الحضري وتزويد المدن بالبنيات التحتية والتجهيزات، فإن المدن تعاني مع ذلك من العديد من الاختلالات التي تؤثر سلبا على رفاهية الساكنة الحضرية، وقدرتها التنافسية وجاذبيتها .
وقال في هذا السياق " من الواضح اليوم أنه بينما لدينا مستويات مختلفة من التنمية، فإننا نواجه تحديات مشتركة ، ونبذل الكثير من الجهود لإنشاء مدينة الغد.. مدينة مندمجة ومستدامة تضمن التنمية الكاملة لسكانها ".
وحسب الشامي، فإنه لا يمكن تحقيق هذا الطموح إلا من خلال تبني مقاربة جديدة تفضي إلى تحول متعدد الأبعاد والمستويات، ينخرط فيه مجموعة من الفاعلين، مشيرا إلى أن نجاح الانتقال نحو المدن المستدامة، يتطلب قبل كل شيء، بلورة رؤية مجتمعية متشاور بشأنها، ومشروع مدينة الغد المستندة إلى ركائز أساسية تتعلق بالاستدامة.
وأوضح أن الأمر يتعلق بالتقليص من عدم المساواة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وخلق فرص العمل والثروة، والتماسك الاجتماعي والرفاه، والجاذبية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، والحفاظ على البيئة والاستخدام المسؤول للموارد.
وفي سياق متصل ذكر ببعض أنشطة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، وتوصياته، وذلك من أجل الارتقاء بمدننا إلى مرتبة أقطاب الغد .
وبشأن عقد قمة إفريقيا / فرنسا التي ستعقد بمدينة بوردو من 4 إلى 6 يونيو 2020، والتي يتصدر أشغالها موضوع " الانتقال تحو مدن مستدامة بإفريقيا "، قال الشامي إن عمليات التفكير المنجزة من قبل المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في هذا المجال، وكذا مخرجات هذا اللقاء، ستساهم في إغناء النقاش خلال هذه القمة.
وفي ارتباط بهذه القمة تحديدا، قدمت سفيرة فرنسا بالمغرب هيلين لوغال التوجهات الكبرى لقمة إفريقيا/فرنسا ، التي ستتمحور حول موضوع " المدن المستدامة .. إحداث تحول في المدن من أجل تغيير الحياة".
وبعد أن أشارت إلى أن من مميزات هذه القمة هو أن لها السبق في معالجة الشق الإيكولوجي على مستوى المدن الإفريقية، قالت إن هذا اللقاء يروم وضع اللبنة الأولى في هذا المسار، لأنه يساهم في إعداد قمة إفريقيا / فرنسا .
وأكدت أيضا أن هذا اللقاء المنظم بالدار البيضاء يكتسي أهمية كبرى بالنسبة للمغرب ، الذي انخرط بشكل كبير في نهج الانتقال إلى مدن مستدامة، والشيء نفسه بالنسبة للبلدان الإفريقية التي تتواجد ساكنة كبيرة بمدنها، لافتة إلى أن موضوع قمة إفريقيا / فرنسا له أبعاد سياسية واجتماعية وبيئية واقتصادية .
وتناولت شخصيات وطنية وأجنبية وخبراء ومختصون يمثلون مختلف الآفاق ، خلال هذا اللقاء جوانب لها صلة بقضية الانتقال نحو مدن مستدامة بإفريقيا منها كيفية تقليص الفوارق ، وخلق الثروة ، والتشغيل بالمدن، وكيفية إدخال عامل الاستدامة بالمخططات الحضرية ، ورهانات التنقلات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثلاثة × 2 =

زر الذهاب إلى الأعلى