الدين والحياة

عبادي يحذر من التسلح المفضي الى الكراهية في مؤتمر بفيينا

الدار/ المحجوب داسع

دعا أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الى الاشتغال على الجانب الوقائي بغية تمنيع ناشئتنا ضد كل أشكال خطاب الكراهية، وذلك في افتتاح أشغال المؤتمر العالمي حول "دور الدين والاعلام والسياسات في مناهضة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي"، الذي ينظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات "كايسييد"، بالعاصمة النمساوية، فيينا، يومي 30 -31 أكتوبر الجاري.

وأوضح عبادي، في الكلمة التي ألقاها باللغة الانجليزية، أمام أزيد من 200 من القيادات وممثلي المؤسسات الدينية والجهات الحكومية الفاعلة في المجال وممثلي المنظمات الدولية والمدنية، إضافة إلى إعلاميين ونشطاء بوسائل التواصل الاجتماعي وخبراء دوليين، )أوضح(، أن " التمنيع يبدأ من خلال منح "أحلام جميلة"، وواقعية، و وظيفية للشباب، الذين لا يتواجدون فقط في المؤسسات التعليمة، بل يتعاملون في حياتهم اليومية، مع فضاءات افتراضية، وشبكات التواصل الاجتماعي، بشكل تكونت لديهم شخصياتهم "الخيالية"، و "الملهمة من "ملوك" و"أميرات".

وفي هذا الصدد، أكد الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، على  ضرورة الانكباب الآني، و الاشتغال على الجانب الابداعي، في هذه الفضاءات الرقمية الجديدة، حماية للناشئة من كل أشكال خطابات الكراهية"، داعيا الحاضرين من الأكاديميين، القيادات الدينية، الاعلاميين، منظمات المجتمع المدني، الى التوقف عن النظر الى مجتمعاتنا كـ"تكتلات"، وتجمعات بشرية، بل يتعين النظر اليها، يردف الدكتور عبادي، "كتجمعات مختلفة  تتشكل من المراهقين، المؤثرين، الأطفال، اليافعين، الشباب، العائلات، التي لها انتظاراتها الخاصة، ووسائل التعامل معها".

تلبية انتظارات هذه الشرائح الاجتماعية المختلفة، يشير ذات المتحدث، يتطلب الاعتناء، والاشتغال على الأبعاد المضمونية الرقمية بشكل ابداعي خلاق، وبنظرة وظيفية"، مبرزا في هذا الصدد أهمية اتقان فن اللعب مع الأطفال، والانصات لهم، وهو الجانب، الذي يتم اغفاله في عدد من المجتمعات، يردف الدكتور عبادي.

مناهضة خطاب الكراهية، يحتاج أيضا، وفقا لذات المتحدث، الى استعمال ألعاب الفيديو، الرسوم المتحركة، وكل الدعائم الفنية، والرقمية، لتمنيع ناشئتنا ضد كل أشكال خطابات الكراهية، و العمل على بناء حس نقدي وتحليلي لديهم، و كفايات في كيفية التعامل مع الفضاءات الافتراضية، بغية تمنيعهم من السقوط في فخ خطاب الكراهية، وهو ما يتطلب الكثير من الابداع الخلاق".

ودعا الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في هذا الصدد، جميع الحاضرين، الى تشبيك العلاقات، والجهود بين الأكاديميين والقادة الدينين، ومختلف الفاعلين، واكمال بعضهم البعض، والتخلص  من الغرور، و العمل الانفرادي الحادي، الذي لا يعطي ثمارا مرضية، فضلا عن أهمية وضع خطة عمل فعالة، ووظيفية لمواجهة خطابات الكراهية و والطاقات الظلامية في عالم اليوم.

وقال عبادي ان " مناقشة موضوع "مكافحة خطاب الكراهية وتعزيز التعايش السلمي"، ليس مجرد ترف فكري، بل لأنه موضوع وظيفي، يطرح نفسه اليوم بإلحاح، حيث نصرف كل يوم ما لا يقل عن 17 تريون دولار في تسليح أنفسنا، لأننا نخاف من بعضنا البعض، وثلاثة تريون دولار في الانفاقات العسكرية المباشرة، و14 تريون دولار في الإنفاقات العسكرية غير المباشرة، مما يهدد هذه الأرض "الأم"، التي تحتاجنا ونحتاجها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

ثمانية عشر + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى