الدين والحياةنساء

التخطيط وملء أوقات الفراغ

أكثيرًا ما تشعرين بالملل والاكتئاب، ولا تعرفين السبب، ولا تعرفين كيف يُمكنك التخلص من هذا الشعور؟ تأمَّلي حياتك وراقبي أيامك ووقتك، ستلاحظين أن لديك أوقات فراغ كثيرة لا تفعلين فيها شيئًا.

الحل هو التخطيط، تخطيط يومك والمهام والأنشطة المراد إنجازها، ربما تحتارين وتتساءلين: كيف أخطط ليومي؟

الإجابة أن تحددي رؤيتك وأولوياتك في الحياة، بمعنى معرفة ماذا أريد فعْلَه؟ ولكي تعرفي ماذا تريدين عليك بتحديد ما تسعين للوصول إليه (أهدافك)، وما تحبين فعله ويدور في دائرة اهتماماتك ويشغلك ويجذبك (هواياتك)، وحتى أوضِّح لكِ بشكل مفصل ما تسعين للوصول إليه يتمثل في أهدافك في الحياة في مجالات حياتك المختلفة وجوانبها المتعددة، على سبيل المثال الجانب الديني: فَهم وتدبُّر والعمل بالقرآن، واتباع السنة.

الجانب العملي: تحقيق تدرُّج وتقدم وتطور في مجال عملك.
الجانب الأسري: زيادة نجاح تواصلك وعلاقتك الأسرية.
الجانب الاجتماعي: تنمية علاقاتك وتوسيع دائرة معارفك.
الجانب العلمي: تثقيف عقلك والتزود بالمعلومات والثقافات بشتى الطرق.
حضور مجالس العلم، القراءة، الاستماع إلى محاضرات ودورات.

أما ما تحبين فعله، فهذا يشمل هواياتك وكيفية تنميتها وتطويرها، وإعادة اكتشافها من جديد، وحُسن تدريب مهاراتك، والتزود واكتساب مهارات جديدة.

كلما سعيتِ نحو التنمية المستمرة لحياتك، وتعرفتِ على أهدافك وهواياتك ومهاراتك وقدراتك، تطوَّرت حياتُك بشكل أفضل، واكتسبتِ خبرات جديدة وقدرات ومهارات، وزكَت نفسُك بالتطوير والنماء للأفضل، وقلَّ شعورك بالاكتئاب.

تذكَّري هذا الحديث: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (نعمتان مغبون فيهما كثيرٌ من الناس: الصحة والفراغ).

اعلمي أن صحتك ووقتك يجب الحفاظ عليهما، واستغلالهما فيما يعود بالنفع عليك، وإلا فالخسارة ستكون النتيجة المتوقعة.

لا تترددي في تخطيط وتنظيم حياتك ومراعاة كل جوانبها واحتياجاتها، وكوني على يقين أن من يتوكل على الله فهو حسبُه، وعليكِ بالأخذ بالأسباب، وذلك من خلال الدراسة والتعلم والاجتهاد للوصول لتحقيق أهدافك، وتنمية هواياتك وما تحبينه.

تخلَّصي من الفراغ فهو بمنزلة العدو الذي يأخذك إلى دائرة الحزن والاكتئاب، اشغلي وقتك بشكل متوازن وصحيح، واحذري من إضاعته دون جدوى.

خلاصك من الفراغ يكون بالعمل والتنفيذ، فتجنَّبي التسويف، ولا تستسلمي للفتور والكسل.

قلِّلي من فترات التواصل الاجتماعي، لأنها تسرق وقتك، اشغلي عقلك وقلبك بما ينفعك ولا يضرُّك، احرصي على بناء عادات إيجابية في حياتك وداومي عليها، وفي المقابل تخلصي من عاداتك السلبية.

القرار والتنفيذ والسعي للتخلص من الفراغ دورك ومسؤوليتك وحدَكِ، ولن يتحمَّله غيرك، وطريق حياتك اختيارك أنتِ؛ فاسألي الله التوفيق والسداد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

أربعة × 4 =

زر الذهاب إلى الأعلى