الدين والحياة

حلول لعطالة الخريجين

نظرًا لأن الأزمات ألقتْ بثقلها على بعض الشباب الخريجين، فبقوا عاطلين بدون عمل، وحيث إن لهذا التعطل والفراغ آثارًا غير محمودة، وأحيانًا خطيرة جدًّا اجتماعيَّا ونفسيًّا، لذا لزم دراسة هذا الموضوع على مستوى الأسر وَفق الآتي:

أولًا: ينبغي أن يدرك الجميع حجم الضرر والخطر من بقاء الشاب عاطلًا، فلربما أدَّى به للتضجر والقلق.

ثانيًا: والأخوف منه الانخراط مع أصحاب الأفكار المنحرفة، وذلك نتيجة إدمان الإنترنت.

ثالًثا: لتلافي ما سبق أقترح على مجالس الأسر مساعدة شباب أسرهم بالآتي:

♦ إما تعيينهم بشكل مؤقت في شركات أفراد العائلة ولو براتب متوسط، أو الشفاعة لدى مَن يعينهم من جهات حكومية أو أهلية، أو إقراضهم قروضًا حسنة ميسرة التسديد؛ ليعملوا بها في تجارة بسيطة أو متوسطة، وينبغي للخريج ألا يجلس مكتوف الأيدي ينتظر الرزق بدون أي جهد وسبب مشروع، وأعظم الأسباب لجلب الرزق هي الأسباب الشرعية، ومنها:

♦ كثرة الدعاء بدون أي يأس أو ملل؛ قال عز وجل: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾ [النمل: 62].

♦ كثرة الاستغفار؛ لأن الله سبحانه جعله أعظم سبب للرزق والذنوب من أعظم أسباب حجبه، أو قلة بركته؛ قال سبحانه: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا ﴾ [نوح: 10-11].

♦ بذل الجهد والتفكير في أفضل سُبل الرزق، والاستشارة في ذلك، ثم استخارة الله سبحانه ثم التوكل عليه؛ قال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ﴾ [الطلاق: 2، 3]؛ أي: كافيه.

♦ عدم اليأس من فشل المحاولات الأولى، سواء كانت بالبحث عن وظيفة، أو تجارة، أو الخسارة فيها، فكبار التجار تعرَّضوا لمثل ذلك في البداية، ثم أصروا وأفلحوا.

وأخيرًا: لنحذر جميعًا تسفيه مَن قد يخسر منهم في بيعه، أو لا يوفَّق لوظيفة تليق به، فإن ذلك يحطِّم معنوياته، ويجعله عالة على غيره.

حفِظكم الله وسدَّدكم، وحفِظ ذريتكم من الفراغ، ورزقهم من حيث لا يحتسبون، وصلِّ اللهم على نبينا محمد ومَن اهتدى بهداه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان × خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى