الدين والحياة

البيئة والتطور التكنولوجي في صلب مناقشات الملتقى العالمي للتصوف بمداغ

تعتبر "المناظرة الإسلامية للتنمية" و"المنتدى التقني الأخلاقي" من بين الأحداث البارزة في الدورة الحالية من الملتقى العالمي للتصوف، الذي ينعقد بين 6 إلى 10 نونبر بمداغ (إقليم بركان)، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وتقوم المناظرة الإسلامية للبيئة، التي تنظم منذ عام 2015، كل سنة بحملة وسط زوار وضيوف الملتقى العالمي للتصوف، حيث تروم توحيد الجهود من أجل الحفاظ على البيئة وتعبئة الناس حول القيم المشتركة ورفع مستوى الوعي.

كما تشكل هذه المناظرة منصة للتدريب والاستشارة والمواكبة لفائدة الناس الذين اختاروا جعل قضية البيئة هاجسهم اليومي.

ويجتمع في دورة 2019 من المناظرة، التي تنظمها مؤسسة الملتقى بين 7 و 9 نونبر الحالي، عدد من الأكاديميين والباحثين والعلماء والناشطين حول قضية مشتركة، تتمثل في جعل الروحانية جوابا على الأزمة المناخية الراهنة.

وتركز الطبعة الخامسة على موضوع "الصحة والبيئة : تأثير تغير المناخ على الصحة"، من منطلق أن التغيرات البيئية تكون لها عواقب أكثر تجليا على صحة الإنسان، وتؤدي إلى زيادة تطور بعض الاضطرابات، التي قد تكون كبيرة في بعض الأحيان.

لهذه الغاية، يقترح هذا الحدث توعية الزوار بأثر الأزمة البيئية على صحتهم وحياتهم اليومية، من خلال تناول الموضوع من 3 محاور تتمثل في "الأزمة البيئية وفهم رهاناتها" و"الآثار الفورية لهذه الأزمة على الصحة" و"الحلول والبدائل ونقاط اليقظة" عبر الطب الطبيعي والوقاية من المخاطر المتعلقة بالعوامل البيئية وتعديل نمط الحياة والاستهلاك.

ويقترح برنامج الدورة الخامسة من المناظرة ورشات حول "الاضطرابات وأثرها على الصحة" و"أية مسؤولية للفرد في الوسط الذي يوجد فيه" و"أية أسلوب حياة للعيش في صحة تامة" و"الصحة والأعشاب، بديل طبيعي".

أما بخصوص "المنتدى التقني الأخلاقي" الذي بلغ دورته الثانية، فسيتطرق إلى موضوع "التطور التكنولوجي والتساؤل الأخلاقي : مساهمة القيم الإسلامية في التوفيق بين التكنولوجيا والأخلاق".

وأشار المنظمون في الورقة التقديمية لهذه التظاهرة إلى أنه منذ بداية القرن العشرين شهد العالم ثورة صناعية وتكنولوجية كبرى تخضع لمنطق خاص لا يأخذ بعين الاعتبار أي وازع أخلاقي، بل يتم اعتبار الأخلاق في بعض الأحيان عقبة أمام الاكتشافات العلمية والابتكارات التكنولوجية.

واعتبر المنظمون أن "الأخلاق المسلمة عالمية لكونها تهتم بالإنسان دون النظر إلى مستواه الفكري والاجتماعي أو العرقي، بل تتعامل مع الإنسان باعتبار جوهره"، موضحين أن هذه "الأخلاق مناسبة تماما لإعادة تقييم معنى التطور والتقدم التكنولوجيين في ضوء أخلاقيات عالمية ومتعددة الأبعاد".

بالإضافة إلى ندوة حول موضوع هذه الدورة، سيتم تنظيم ورشة تحسيسية حول الاستخدام المعتدل لمواقع التواصل الاجتماعي، وورشة حول التحديات الأخلاقية للذكاء الصناعي، ودمج الأخلاقيات في الأهداف الاستراتيجية للشركة.

ومع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

20 − سبعة =

زر الذهاب إلى الأعلى