إيران: روحاني يحذر من أنه لن يسمح بـ”انفلات الأمن” بعد يومين من احتجاجات واسعة
وفق بيان رسمي نشر مساء الأحد، قال الرئيس حسن روحاني محذرا، إن الدولة "لن تسمح بانفلات الأمن في المجتمع" في مواجهة "أعمال الشغب"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي تشهدها عدة مدن منذ يومين رفضا لرفع أسعار الوقود.
وأسفرت هذه المظاهرات عن مقتل مدني وشرطي بالإضافة إلى توقيف العشرات.
بعد يومين من المظاهرات العنيفة رفضا لرفع أسعار الوقود، حذرت السلطات الإيرانية مساء الأحد من أنها لن تسمح بـ"انفلات الأمن"، وقد أسفرت هذه الاحتجاجات عن سقوط قتيلين على الأقل ودفعت طهران إلى قطع الإنترنت.
وتم اعتقال العشرات بحسب معلومات أوردتها الصحافة الإيرانية، منذ بدء الاحتجاجات مساء الجمعة.
فيما تحدثت وكالة إيسنا عن عودة الحياة إلى طبيعتها في المدن التي شهدت مظاهرات، لكن تقييم الوضع مساء الأحد يظل بالغ الصعوبة.
وخلال اجتماع لمجلس الوزراء، أعلن الرئيس حسن روحاني أن الدولة "لن تسمح بانفلات الأمن في المجتمع" في مواجهة "أعمال الشغب"، وفق بيان رسمي نشر مساء الأحد.
وبرر روحاني مجددا قرار رفع أسعار الوقود، موضحا أمام الوزراء أنه لم يكن أمام الدولة حل آخر لمساعدة "العائلات ذات الدخل المتوسط والمحدود التي تعاني جراء الوضع الاقتصادي الناتج عن العقوبات" الأمريكية التي فرضت على طهران.
والأحد دان البيت الأبيض استخدام إيران "القوة الفتاكة" ضد المتظاهرين خلال هذه الاحتجاجات.
وقالت ستيفاني غريشام مسؤولة الإعلام في البيت الأبيض في بيان إن "الولايات المتحدة تدعم الشعب الإيراني في احتجاجاته السلمية ضد النظام الذي من المفترض أن يقودهم.
كما ندين القوة الفتاكة والقيود الصارمة المفروضة على الاتصالات". كما شجبت تجاوزات نظام "تخلى عن شعبه".
ويذكر أن الاقتصاد الإيراني يعاني انكماشا بالغا جراء انسحاب الولايات المتحدة العام 2018 من الاتفاق الدولي حول البرنامج النووي الإيراني الموقع في 2015 وإعادة فرض عقوبات أمريكية مشددة على طهران.
وتوقع صندوق النقد الدولي أن يتراجع إجمالي الناتج المحلي في إيران بنسبة 9.5 في المئة هذا العام بعد تراجعه بنسبة 4,8 في المئة في 2018.
وبلغت النسبة الرسمية للتضخم أربعين في المئة وخصوصا مع انهيار قيمة الريال الإيراني مقابل العملات الأجنبية.
ويقضي القرار الحكومي برفع أسعار البنزين بنسبة 50 بالمئة لأول 60 لتراً من البنزين يتم شراؤها كل شهر و300 بالمئة لكل لتر إضافي كل شهر، على أن يفيد 60 مليون إيراني هم الأكثر حاجة من عائدات القرار.
وأيد المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي القرار، منددا صباح الأحد بأعمال العنف التي يرتكبها المحتجون ومبديا أسفه لسقوط قتلى.
ونقلت وكالة إيسنا عن مصدر في وزارة الاتصالات أنه تم قطع الإنترنت بشكل كبير منذ مساء الجمعة و"للساعات الـ24 المقبلة".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن مراسليها فقدوا منذ مساء السبت الإنترنت على هواتفهم المحمولة. والأحد قرابة الساعة 20,00 (16,30 ت غ) لم يكن ممكنا استخدام سوى شبكة الإنترنت الإيرانية.
ونقلت وكالات الأنباء الإيرانية أن الاضطرابات سجلت في 25 مدينة بينها طهران ومشهد (شمال شرق) وأصفهان (وسط).
وذكرت وكالة إرنا الرسمية أن ضابطا في الشرطة قضى متأثرا بجروحه ليل السبت الأحد بعدما تعرض لإطلاق نار خلال صدامات مع "مثيري شغب" مسلحين على هامش تجمع في كرمنشاه (غرب).
والسبت، أشارت إيسنا إلى مقتل مدني وإصابة اخرين في سرجان (جنوب) حيث حاول متظاهرون إحراق مستودعات وقود. كذلك، اعتقل 40 شخصا في يزد (وسط) بحسب ايسنا.
واعتبر المرشد الأعلى أن بعض الجهات المعارضة للنظام "تستغل" الاضطرابات، مطالبا بـ"عدم مساعدة هؤلاء المجرمين".