ندوة علمية بالداخلة تقارب أسس المواطنة في الفكر الإسلامي
شكل موضوع "تجليات قيم المواطنة في الفكر الإسلامي" محور ندوة علمية نظمت، أمس الثلاثاء بالداخلة، احتفاء بالذكرى الـ 44 للمسيرة الخضراء، والذكرى الـ 64 لعيد الاستقلال.
وفي كلمة افتتاحية، أكد رئيس المجلس العلمي لوادي الذهب، المنسق الجهوي للمجالس العلمية بجهة الداخلة – وادي الذهب، محمد الجيلاني، أن هذه الندوة العلمية تقارب موضوعا يعكس مدى الاهتمام الذي خصه الفكر الإسلامي لقضايا الوطن والمسلمين على حد سواء.
وأبرز السيد الجيلاني، خلال هذه الندوة المنظمة من طرف المجالس العلمية المحلية بجهة الداخلة – وادي الذهب، أن الله تعالى غرس محبة الوطن في أعماق الفطرة الإسلامية، ولذلك جاء في الأثر "حب الوطن من الإيمان".
وأشار السيد الجيلاني إلى أن الكتاب والسنة أجمعا على أن حب الوطن من سليم الفطرة، وأن الوطنية غيرة دينية شرعية تستلزم الدفاع عن حرمة الوطن وحوزته، لحماية الأنفس والأعراض والأموال.
وقال إن الفكر الإسلامي قعد لمفاهيم الوطنية والمواطنة المتعلقة بحقوق الإنسان والمساواة والعقد الاجتماعي وغيرها من القضايا الفكرية والثقافية المتداولة حاليا على الساحة العربية والإسلامية والعالمية ككل، مذكرا بأن الإسلام يحمل طابع العالمية والصلاحية الزمانية والمكانية في تشريعاته ونظمه.
وأجمع المتدخلون في هذه الندوة على أن قيم المواطنة، التي يحث عليها الدين الإسلامي الحنيف وتؤكدها الفطرة السليمة، ترتكز على الحقوق والواجبات التي حث عليها ديننا الحنيف، والتي أوضحها الرسول صلى الله عليه وسلم في "وثيقة المدينة"، التي تعتبر أول دستور تم وضعه على وجه الأرض بعد الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة.
وأضافوا أن تعزيز قيمة المواطنة سمة، عمل الرسول صلى الله عليه وسلم على تثبيتها بوشائج التسامح والتساكن بين المسلمين وغيرهم، من أجل مجتمع/وطن متماسك يشعر فيه الجميع بالعزة والكرامة.
وأكدوا على أن المتتبع لسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم سيجد دلائل كثيرة تبرز معالم المواطنة الصادقة، التي تتجلى في حب الإنسان المسلم لوطنه والتعلق به والحرص على قيمه ونمائه.
وأضافوا أن قواعد المواطنة في الفكر الإسلامي ترتكز على "المواطنة كجانب عاطفي" و"الوطنية كجانب سلوكي"، يجمعهما حب الفرد لوطنه وانتماؤه له، والتزامه بقيمه وقوانينه، والتفاني في خدمته والإسهام الإيجابي مع غيره في بنائه، مشيرين إلى أن المواطنة ليست فقط واجبات يجب الالتزم بها، بل هي حقوق أيضا ينعم بها.
وتم خلال هذه الندوة العلمية، التي حضرتها ثلة من الخطباء والوعاظ وأعضاء المجالس المحلية بالجهة وفعاليات تربوية وممثلين عن المجتمع المدني، توزيع شواهد تقديرية وهدايا تذكارية على المشاركين.
(و م ع)