فن وثقافة

شريط “لعزيزة” ضمن مهرجان القاهرة السينمائي الدولي

كل من شاهد شريط "لعزيزة" للمخرج المغربي محسن البصري، الذي عرض مساء أمس الخميس، بدار الأوبرا المصرية ضمن فعاليات الدورة الـ40 لمهرجان القاهرة السينائي الدولي، (20-29 نونبر 2018) إلا وخرج بانطباع أساسي يفيد بكون هذا العمل الروائي الطويل، تجربة انسانية اختزلت بين ثناياها واقعا مرا يرفل بأحاسيس انسانية عميقة لكنها مفعمة بالشجن والمعاناة. 
شريط "لعزيزة"، الذي يتنافس ضمن مسابقة "آفاق السينما العربية"، رصد رحلة حافلة بالمعاناة لإمرأة وهي "لعزيزة"، (أدت الدور بشكل لافت الممثلة فاطمة الزهراء بناصر)، تواجه مصير حياتها بإصرار وتحد عارم من اجل مواجهة صعاب الزمن، بعدما تركها زوجها وهي حامل في شهرها السابع.
طيلة ساعة ونصف، ظلت لعزيزة (في الواقع والدة المخرج) تلك المرأة "العظيمة"، التي أبت إلا أن تتنازل عن حضانة ابنها وتلحقه بوالده المقيم بالرباط، المدينة "الساحرة" التي توفر كل سبل ووهج العيش لفلذة كبدها "إحسان" الذي ترعرع في كنفها بإحدى قرى مدينة قصر السوق (الراشيدية حاليا)، بعدما صار طفلا يافعا في سن التمدرس حتى يلتحق بفصول المدرسة ويعيش زمنه الطفولي كسائر أقرانه من الأطفال. 
تجربة إنسانية أراد من خلالها محسن البصري أن ينتصر لأمه ويوجه لها رسالة شكر، لأنها أهدته الكثير ليحلق في سماء النجاح ويتابع دراسته بإصرار وعنفوان إلى جانب والده (ادى الدور رشيد الوالي).
يقول المخرج في رده على سؤال لوكالة المغرب العربي للأنباء، في ندوة أقيمت بعد انتهاء العرض، "لا يهمني من تابع الشريط أو لم يتابعه إلى نهايته، أنجزت الفيلم وأنا مقتنع برسالته التي تنبع من ذاتي ودواخلي طيلة فترة طفولتي التي قضيتها ما بين الراشيدية والرباط"، مشيرا إلى أن "لعزيزة" ليس شريطا عاديا كما يبدو للبعض لأنه في الواقع "رصد حميمي لعلاقة ابن بوالدته ولحظة اعتراف لتضحيات الأمومة في زمن المعاناة من أجل مصلحة ابنها حتى ينعم بحياة عادية ويستشرف مستقبلا واعدا". 
وأضاف البصري، الشريط "ليس ايضا صرخة مولود جديد، كما حاولت أن أصور ذلك في أول مشاهده، بل هو تكريم لكل الأمهات الأبيات اللواتي يتنازلن عن حقوقهن من أجل مصلحة أبنائهن".
الفيلم أيضا وإن كان حافلا بصور المعاناة، إلا أن كاميرا المخرج ركزت على تفاصيل دقيقة، لترصد نظرات الحزن والوجع كما بدا ذلك على قسمات وجه "لعزيزة" وهي تسافر مع ابنها على متن حافلة في رحلة طويلة (ما بين إحدى قرى قصر السوق والرباط) لكنها كانت قصيرة جدا، مقدمة صورة جلية عن معاناة الأم من لحظات الحمل الى فترة الولادة و"التربية"

المصدر: الدار- وم ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان + خمسة =

زر الذهاب إلى الأعلى