الرأي

طلحة جبريل يكتب عن ساعي البريد

طلحة جبريل

وجهت سؤالاً لطلابي في الدارالبيضاء بشأن ما إذا كانوا يرسلون بعض رسائلهم بالبريد. أجابوا جميعاً بالنفي. كان مرد السؤال إلى بورتريه عن محمد الرحالي المصباحي”أشهر ساعي بريد” في طنجة عندما كانت دولية . كنت كتبت ذلك البورتريه قبل 16 سنة . عن ساعي البريد الذي إنتقل إلى الدار البيضاء ثم الرباط و أضحى يبيع اللوز في العاصمة .
السؤال الذي يبادر إلى الذهن هل ما يزال هناك من يتواصل عبر الرسائل المكتوبة، ويذهب الى اقرب حانوت ليشتري ظرفاً ثم الى مكتب البريد ليضع عليه طابعاً، و يقبله قبلة حقيقية أو يعطره في بعض الاحيان إذا كان لشخص عزيز، ويضعه برفق في الصندوق المخصص للرسائل، ويكتب على الغلاف ” شكراً لساعي البريد”.
كانت وزارة البريد في زمن مضى هي من أهم الوزارات، عندما كانت تشرف على قطاعي “البريد والهاتف” وكانت هي الوزارة الوحيدة التي تفصلها خطوات عن باحة القصر الملكي.
كانت أكثر البنايات شموخاً في شارع محمد الخامس في الرباط بناية البريد (البوستة). وكان من يعين مسؤولاً عن ” بوستة الدارالبيضاء” يعد من علية القوم.وكان الناس يبحثون عن وظيفة في البريد مثل بحثهم عن الذهب والمعادن النفيسة.
وحتى على الصعيد السياسي والنقابي كانت ” نقابة البريد” الى جانب ” نقابة التعليم” هي من أقوى النقابات.الآن أندثرت وزارة البريد، وتلاشى ذلك الوهج القديم، وتحولت ” البوستة” الى مؤسسة مستقلة، تقدم خدمات ليس أهمها بالتأكيد رسائل العشاق المعطرة والتي تشكر ساعي البريد مسبقاً.

زر الذهاب إلى الأعلى