طلحة جبريل يكتب عن الماضي والمستقبل
طلحة جبريل
طلبت مني صحيفة تصدر في إحدى الدول العربية كتابة مقال عن توقعاتي خلال السنة الجديدة.جرت العادة أن يكتب الصحافيون عن السنة التي مضت وليست تلك التي بدأت.
فكرت وقلبت الأمر من كافة الوجوه. حتما إن الحبر والورق عنصران محايدان، لكن الصحافي عندما يكتب بتوقيعه يفترض أن يتحمل هو كامل المسؤولية حتى يعفي الصحيفة من أي مسؤولية.
ثم أنني كنت وما زلت حتي الآن صحافيا همومه في الحاضر والمستقبل وليس في الماضي لذا فأنا أفضل أن أكون قارئا للتاريخ وليس كاتبا له، لكن هذا المستقبل لا يمكن أن يكون تنبؤات، هذا عمل العرافين وليس مهمة الصحافيين.
ولا شك أن سرد شيء من التاريخ حين يتعلق الأمر أمر في غاية السهولة، كما أن بعض الأحداث يذهب عنها وهجها الإخباري لكن بعض قيمتها تظل باقية لأنها ببساطة تتحول من أخبار الى قضايا .لكن الأمر يختلف تماماً بشأن المستقبل.
كما أن المخاطرة التي بدت لي حول الموضوع، تمثلت في أنني سأكتب اعتمادا على ذاكرة تخمن، لقد جربتها من قبل فلم تخذلني ، بيد أن الأمر في هذه الحالة تكتنفه تعقيدات ومصاعب.
ثم الأكثر تعقيداً أن الصحيفة عرضت تعويضاً ملائما، وهو ما جعلني أتردد كثيراً، إذ لا يمكن بيع التنبؤات. لذلك إعتذرت، وقلت لهم إذا كان الأمر عن الماضي، مرحباً، لكن عندما يتعلق الأمر بالمستقبل ، هناك إستحالة.