الرياضة

مركب محمد الخامس.. حكاية ملعب تطارده لعنة البيضاويين

الدار/ صلاح الكومري

في كل موسم، يجد فريقا الوداد والرجاء البيضاويين نفسيهما مضطران لطلب اللجوء إلى ملاعب أخرى لخوض مبارياتهما التي من المفترض أن يخوضاها في ملعب مركب محمد الخامس، والسبب في ذلك، خضوع الأخير لإصلاحات قُدر لها أن لا تنتهي.

مجددا، خلال هذا الموسم، فرض مجلس المدينة على الفريقين البيضاويين، خوض مبارياتهما، في كل المنافسات، في ملاعب أخرى، إلى غاية نهاية الموسم، وربما إلى غاية بداية الموسم المقبل، فالإصلاحات التي بوشرت في الفترة الأخيرة، قيل إنها ستمتد، مبدئيا، لفترة من 6 إلى 8 أشهر، وربما قد تطول لأجل غير محدد.

أضحى مركب محمد الخامس مثل المريض الذي قدر له أن يجري عملية جراحية مرة أو مرتين في السنة، ليس لأن مرضه عضال، بل لأنه في كل مرة يدخل غرفة العمليات، يكشف فيما بعد أن الطبيب قد نسي في باطنه مقصا أو منشفة أو قطنا، فيضطر إلى الخضوع لعملية جديدة، وهكذا دواليك.

وحدهم سكان حي المعاريف من يستفيدون من إغلاق ملعب "مارسيل سيردان"، سابقا، يعيشون نهاية أسبوعهم بشكل طبيعي، بدون هواجس، فقد سبق لهم، أكثر من مرة، أن قدموا شكايات عديدة إلى المسؤولين في مجلس المدينة ضد هذا المعمار التاريخي، كونه يشكل لهم مصدر رعب وإزعاج مرتين في الأسبوع، بل إنه يجعل حياتهم جحيما حين يتحول إلى قنبلة موقوتة قابلة للانفجار مرتين في السنة، خلال مباريات "الديربي" بين الجارين الشقيقين، وطالب البعض منهم بإعدامه أو جعله تحفة فنية تزين أحد أرقى أحياء العاصمة الاقتصادية، فيما طالب آخرون بترحيله إلى وجهة غير معلومة.

لماذا يخضع الملعب لإصلاحات كل سنة؟ سؤال سبق أن طرحناه أكثر من مرة على المسؤولين على قطاع الرياضة في مجلس المدينة، الجواب أن تصميمه الهندسي الأصلي، لا يتطابق مع تصاميم الملاعب الدولية، أي أنه لا يتطابق مع تصميمه الهندسي الحالي بعد رفع طاقته الاستيعابية لـ45 ألف متفرج في الفترة الممتدة ما بين 1970 و1981، من أجل تنظيم ألعاب البحر الأبيض المتوسط سنة 1983.

منذ سنة 2000، حين خضع الملعب لإصلاحات، قيل، وقتها، إنها شاملة، في إطار استعداد المملكة للترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم، منذ ذلك الحين وهو يخضع لإصلاحات مرة كل سنتين على الأقل، وكل إصلاح يكلف خزينة المدينة ملايين الدراهم، وكأن هذا الملعب أنشئ فقط لكي تصرف عليه الأموال.

ملاعب دولية مثل "سانتياغو بيرنابو" في مدريد أو "كامب نو" في برشلونة، لا تحتاج لسبعة أو ثمانية أشهر لإصلاحها، بل هي ليست في حاجة للإصلاح أصلا، لأنه احترم في تصميمها المعايير والمواصفات الدولية، وحين يتم تغيير عشبها، في أقصى الحالات، لا يستغرق الأمر أكثر من 24 ساعة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

عشرين + اثنا عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى