ما مصير 8 ملاعب “مونديالية” تعهد المغرب بتشييدها
الدار/ صلاح الكومري
يبدو أن ملفات ثمانية ملاعب دولية تضمنها ملف ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم 2026، وتعهدت الحكومة بتمويلها، قد وضعت جانبا وأهملت ولن تفتح إلا بعد ترشح جديد لاستضافة النهائيات العالمية.
ثمانية ملاعب جديدة في مدن ورزازات، الناظور، مكناس، مراكش، الجديدة، تطوان، وجدة، والبيضاء ملعبين، تعهدت الحكومة بتمويلها، على أن تكون جاهزة سنوات 2022 و2024 و2025 على أبعد تقدير، طواها النسيان، ولا من مؤشرات تؤكد اقتراب انطلاق أشغال بنائها، مع العلم أن مولاي حفيظ العلمي، المسؤول عن ملف ترشح المملكة لنهائيات 2026، سبق له أن صرح، في ندوة صحفية عقدها في 17 مارس 2018، أن تدشين الملاعب إياها "ليس رهينا باستضافة النهائيات"، وقال: "هذه الملاعب هي مشروع دولة، سيتم تشييدها سواء فزنا بالتنظيم أو لا، لأنها ليست رهينة باحتضان مونديال 2026، نريد تشييدها حتى نكون جاهزين في المستقبل على أرض الواقع وليس على الورق".
ملعب مدينة تطوان، والذي أشرف الملك محمد السادس على إعطاء أشغال بنائه سنة 2015، قبل سنوات، من المفترض أن يكون جاهزا في 2020، لكن واقع الحال يقول غير ذلك، إذ أن الأشغال تسير ببطء شديد، بل إنها تتوقف بين الفينة والأخرى، ولا من مؤشرات توحي أن الملعب سيكون جاهزا في موعده، كذلك الشأن بالنسبة لملعب الحسيمة.
أما ملعب البيضاء الكبير، فقد اتفق على تشييده قبل 20 سنة، ونقل مخططه من منطقة إلى أخرى، (بوسكورة، سيدي مومن، الهراويين) حتى استقر، أخيرا، في بنسليمان، وكان من المفترض أن يحتضن المباراتين الافتتاحية والنهائية لمونديال 2026، لكن لا من مؤشرات، في الظرفية الحالية على الأقل، تؤكد أنه سيتم تفعيل المشروع على أرض الواقع، كما جاء في ملف الترشح.
وحسب ما تضمنه ملف ترشح المغرب، في الفصل الثامن المتعلق بالملاعب، فإن جميع ظروف الانطلاق في البناء، "وفق أحد الابتكارات والتصاميم" متوفرة وجاهزة، بما فيها الدعم الحكومي، الذي تم تحديده في 15.8 مليار دولار، ودعم القطاع الخاص تم تحديده في 3.2 مليار دولار، كما أن الأراضي التي سيتم تشييد الملاعب عليها، تابعة للملك العمومي، وبالتالي، يقول الملف المغربي "لن تكون هناك أي مصادرة".
ورغم هذه التطمينات التي قدمها اللمف المغربي، إلا أن واقع الحال يقول غير ذلك، إذ أنه ليست هناك من مؤشرات توحي بالتزام الملف بوعوده، حتى أن وزارة الشباب والرياضة أو وزارة التجهيز، لم يتطرقا للموضوع منذ أن آل التنظيم لصالح الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
مشاريع هذه الملاعب التي قدمها المغرب لـ"فيفا"، مصممة وفق أحدث التصاميم، أي أنه بعد سنوات ستصير هذه التصاميم قديمة ومتجاوزة، وستبقى حبرا على ورق في خزانة الأرشيف، وستظهر أخرى أحدث، وبالتالي سيعاد وضع تصاميم أخرى، وفق ما تتطلبه المرحلة، مع ما يقتضي ذلك من مصاريف دراسات وأشياء من هذا القبيل، وهكذا دواليك.