الرياضة

مدربون في حالة عطالة ويومير ينتفض على الوضع

الدار/ صلاح الكومري

مجموعة من المدربين يُوصفون في خانة خيرة الأطر الوطنية، يعيشون هذا الموسم حالة "عطالة"، يحملون يافطة كتب عليها "أون شوماج"، مصحوبة بسيرتهم الذاتية وطلب عمل، على أمل أن يجود عليهم "سمسار" ما بعقد سمين، يسميه البعض منهم "بريكول".

عبد القادر يومير، حسن بنعبيشة، امحمد فاخر، رشيد الطاوسي، عبد الرحيم طاليب، الحسين عموتة، الزاكي بادو، ومدربين آخرين في لائحة الانتظار، منهم من أُقيل أو استقال، أخيرا، وبالتالي وجدوا أنفسهم يسري عليهم قانون الجامعة المنظم للمهنة، والذي يمنعهم من التعاقد مع فريقين في موسم واحد.

قبل تطبيق قانون المدرب ودخوله حيز التنفيذ، كان معشر المدربين المغاربة مثل القبائل الرحل، يعيشون "ميركاتو" على طول الموسم، كل منهم يضع حقيبته على ظهره ويهيم في أرض البطولة الوطنية الواسعة تنقلا بين هذا الفريق وذاك، بعضهم كان يدرب أربعة فرق في موسم واحد، منهم من كان يبتسم له الحظ بحيث يقود فريقا في مباراة أو اثنين إلى التتويج بلقب ما يغني سيرته الذاتية، ويغني حتى رصيد حسابه البنكي، ومنهم كان حظه سيئا واختياره أسوء، بحيث يلقي به القدر إلى فريق ينحدر إلى القسم الثاني، فتسجل في سيرته الذاتية عبارة "طياح الفراقي"، تظل ملتصقة به طيلة مساره مثلما يظل "الوسخ" ملتصقا بذوي السوابق العدلية.

المدرب عبد القادر يومير، الذي برز اسمه بقوة سنوات التسعينات مع مجموعة من الفرق وقاد النادي المكناسي إلى التتويج بلقب الدوري الوطني موسم 94/95، انتفض، أخيرا، على وضعية "الشوماج" التي يعيشها منذ انفصاله عن الإدارة التقنية الوطنية، ولجأ إلى "الفايسبوك" للمطالبة بعمل يضمن له قوت يومه، قال في تدوينه على موقع التواصل الاجتماعي إياه: "أنا جاهز أكثر من أي وقت مضى  لتطوير عمل الأندية التي تشتكي من غياب الأطر، أرجو مساعدتي على إيصال هذا الموضوع إلى من يهمه الأمر".

وعبر يومير عن رغبته في العودة للعمل مع الأندية الوطنية، قال إنه وجد صعوبة كبيرة في التعاقد مع أي فريق، بينما الجميع، حسبه، يشتكي غياب الأطر أصحاب الكفاءة والخبرة، "مبرزا: "اليوم هناك مجموعة من المدربين معطلين لأسباب مختلفة، لا علاقة لها بالكفاءة المهنية وعامل السن ولا غيره من الأعذار".

يومير الذي كان إلى سنوات قريبة أحد أفضل المدربين في الدوري الوطني، وكان مطلوبا للعمل في الخارج في العديد من الفرق العربية، أصبح اليوم يستجدي عملا يقيه نوائب الدهر وعصر لا يتحدث إلا لغة "التيكنولوجيا"، حتى إنه ختم رسالته "الفايسبوكية" يدعو الحاضر إلى إعلام الغائب، قائلا: "أرجوا مساعدتي على إيصال هذا الموضع إلى من يهمه الأمر، وبارتاجي وشكرا مع تحياتي".

في سنوات رواج سوق انتقالات وترحال المدربين، كان يحدث أن يجتمع مدرب مع رئيس فريق، يتناولان طعام العشاء وما تسير من شاي أحمر معتق، يتفقان على توقيع العقد في اليوم الموالي بحضور العدول والشهود والإعلام، لكن يحدث أن هذا المدرب تعاقد مع فريق آخر جهز له عقدا أسمن وأثخن مع أطباق حلويات "غريبة"، وتكون أول مباراة له ضد فريق الرئيس الذي فاوضه قبل أيام، وهنا تبدأ حكاية من خان من.

صحيح أن وضعية المدرب المغربي أصبحت مقننة، ومضبوطة أكثر، على الورق، لكنها وضعية ليست في صالحه طالما مازال هناك رؤساء يتعاملون بمنطق الراتب مقابل النتيجة، والدليل أن بعض المدربين أقيلوا من مناصبهم دون توصلهم بتعويضاتهم القانونية (الحسين عموتة نموذحا).

يقول أحد المدربين المغاربة، إنه، في الماضي، لما أن خبر خبايا التعاقد مع الفرق، لم يعد يتفاوض على العقد ومدته وأجرته والشرط الجزائي وما إلى غير ذلك من بنود توضع في العقد مثل ديكورات التزيين، بل أصبح يتفاوض على ثمن كل نقطة يفوز بها فريقه، وبالتالي كان يرتدي قبعة المدرب أمام الجمهور واللاعبين وجلباب "العطاش" أمام الرئيس.

وطالما أن ودادية المدربين لا تحرك ساكنا، وتحمل صفة موقوفة التنفيذ، فمن حق المدربين العاطلين عن العمل الاصطفاف إلى جانب العاطلين عن العمل من حاملي الشواهد العليا، والالتحاق بالشباب في وقفاتهم الاحتجاجية أمام القبة البرلمانية، ولما الإشراف على تدريبهم هربا من "الزرواطة".

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

4 × أربعة =

زر الذهاب إلى الأعلى