الرياضة

هدنة الإلترات البيضاوية.. في انتظار ميثاق شرف

الدار/ صلاح الكومري

تركت فصائل مشجعي الوداد والرجاء خلافتها وتطاحناتها وحرب السنين جانبا، واجتمع كبارها على مائدة مستديرة بعد أن جنحوا للحكمة، مؤمنين بأن الصلح "زينة الفضائل"، وبعد مفاوضات "ماراثونية"، وقعوا على هدنة لأجل غير مسمى، وانتهى الاجتماع بإصدار بيان حقيقة، وصفه البعض بـ"العاجل"، والآخر بـ"التاريخي"، يحمل قرار مقاطعتهم مباراة "الديربي".

من بين التوصيات التي خرجت بها المفاوضات "الماراثونية" لفصائل مشجعي الوداد والرجاء، التعهد بالتوقيع على "ميثاق شرف"، لوقف "حرب البسوس" التي دارت بينهما على مدى سنين، في مدرجات ملعب مركب محمد الخامس، وفي كثير من الأحياء البيضاوية، قبل أن تمتد رحاها، في السنوات الأخيرة، لقعلة "الفايسبوك" حيث يتنافس المتانفسون والمتخاصمون.

أدركت الإلترات الودادية والرجاوية، أن مصالحها وأهدافها مشتركة، وإن اختلفت التوجهات والانتماءات، وأن عليها التحدي، أو بالأحرى التصدي، لجامعة الكرة ولجنة البرمجة ولجنة التحكيم، وكل من ساهم في الترحيل القسري لمباراة "الديربي" إلى مراكش، واعتبروا أن وراء هذا القرار "فخاخا منصوبة"، وأن القضية فيها إن بدون أخواتها.

دعا أحد المتعصبين شارك في اجتماع القمة "البيضاوية" إلى مقاطعة جميع المباريات المنفية عن مركب محمد الخامس، فرد عليه آخر مؤيدا: "مقاطعون.. مقاطعون وعلى العهد صامدون"، قبل أن يتدخل أحد العارفين بخبايا ما يجري وراء الكواليس ليهدئ الجمع ويقول: "لا يجب أن نلعب على المكشوف.. لن نلعب كل أوراقنا.. سنترك بعضها في دكة الاحتياط"، وهكذا انتهت المفاوضات بالاتفاق على مقاطعة "الديربي" مع البقاء في حالة تأهب "قصوى"، استعدادا للطوارئ.

أثنى الكثير من المهتمين ببعض ما جاء في بيان الفصائل الودادية والرجاوية، ومساعيهما الحميدة لفتح صفحة جديدة وطي صفحة سنوات الجمر والقرطاس، وهناك من اجتهد ودعا الفصيلين إلى إحداث هيئة إنصاف ومصالحة، وتعويض المتضررين السابقين من خلافاتها وضحايا الشهب النارية، ومنحهم وسام الشجاعة، بل هناك من اقترح إحداث صندوق دعم للأعمال الإجتماعية، على أن يٍكون على رأس إدارته المالية.

أحد العارفين بخبايا الأمور، حذر الجماهير الودادية والرجاوية من الإئتمان إلى هدنة الإلترات وتصديق بيانها، قال إن الأمر مجرد مصالح مشتركة و"نزوة عابرة"، وأن الهدنة ستنتهي مع نهاية الخلاف مع جامعة الكرة المغربية، ضاربا المثل بجامعة الدول العربية وقممها التي تلتئم وقت الأزمات وتخرج ببيانات تحمل التنديد والشجب والاستنكار، ولم يسبق لها أن خرجت ببيانات تحمل التهديد والوعيد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اثنان − اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى