هل زاغت إلترا “وينيرز” عن مبادئها؟
الدار/ صلاح الكومري
في عرف فصائل المشجعين، المسماة "إلتراس" (المتطرفون باللاتينية)، لا يجب التدخل في شؤون تسيير الفرق التي تساندها، بل إن من أهم مبادئها، أن ينحصر دورها على التشجيع فقط في المدرجات "دون توقف"، وانتقاد المكاتب المسيرة، أحيانا، إذا لزم الأمر.
لكن واقع الحال بالنسبة لـ"إلترا وينيرز2005"، المساندة للوداد الرياضي، يقول غير ذلك، فقد أصبحت لهذا الفصيل سلطة مؤثرة على المكتب المسير للفريق، وبين الفينة والأخرى، يشهر عصا المعارضة في وجه الرئيس، ويهدده بالإطاحة به وإسقاطه من كرسيه إذا لم يعدل عن بعض قراراته.
"وينيرز" والبلاغات "النارية"
تظل إلترا "وينيرز" يقظة "متربصة" بالمكتب المسير للنادي، مطلعة على حاله وأحواله اليومية، وبين الفينة والأخرى، تصدر بلاغا "ناريا" يحمل التهديد والوعيد، تتسابق إليه وسائل الإعلام كسبق مدوي، ويراه الرئيس خبرا "عاجلا" مدوّنا بالأحمر، وبالبند العريض، لا يقل خطورة عن أخبار "الجزيرة" العاجلة سنوات "الربع العربي"، فيدرك أن عليه أن يتفاعل معه في أسرع وقت ممكن قبل أن تدور عليه الدوائر.
مساء الاثنين الأخير، أصدرت "وينيرز"، بلاغا طويلا، عريضا، مفصلا، موجها للرئيس تحت عنوان "واشْ من نْيتك باغي تكتبْها فسْميتك"، تتهمه فيه بـ"الطبخ في الظلام"، والسعي لتفويت شركة النادي لممتلكاته، محذرة إياه بعبارة "لقد أعذر من أنذر"، ولم يكن منه إلا أن سارع للتفاعل مع "التهديد والوعيد"، ورد موضحا عبر بلاغ في موقع النادي، يتبرأ من ما أسماها "الإشاعات المغرضة"، مصدرها بعض خفافيش الظلام ومن "يتهمون ظلما وعدوانا".
"وينيرز" وحكاية "ارحل"
في سنة 2013، استغلت "وينيرز" حمى ما كان يعرب بـ"الربيع العربي"، واستوردت منه العبارة الشهيرة "ارحل"، لتستعملها في "تيفو"، عملاق، كشفته في مدرجات ملعب مركب محمد الخامس، يحمل عبارة "أكرم.. ارحل".
كان وقع "التيفو" مدويا على الرئيس السابق عبد الإله أكرم، الذي لم تنفعه مناوراته في مراوغة "المتمردين" على نظامه، بل إنه زاد في تأجيج غضبهم حين وصفهم "طالبين معاشهم"، يتقاضون "دريهمات" من جهات خارجية تسعى وراء زعزعة استقرار قلعة الوداد.
في تلك السنة، دخل أكرم والجمهور الودادي لعبة "شد الحبل"، إذ أن "الوينرز"، نظمت ضده مسيرات احتجاجية شعبية، مستمدة شعاراتها وأهازيجها وخططها وتكتيكاتها من الثورات العربية، حتى إن بعض المتعصبين، دعوا إلى رفع مطالب شعب "بوحمرون" إلى المنظمات الدولية، وإلى مجلس الأمن إن اضطر الأمر.
لم تذهب "انتفاضة" قبيلة الودادين ضد أكرم سدى، ففي شهر يونيو من سنة 2014، انصاع الرئيس لمطالب "المتمردين" وخابطهم بعبارة "راني فهمتكم"، وأعلن تنحيه عن الرئاسة، معلنا انطلاق الأفراح والليالي الملاح في القبيلة الودادية، في عين الدئاب، حيث ردد بعض "الفدائيين"، عبارة "أكرم هرب..أكرم هرب".
"وينيرز" واحتفالية المدرجات
لا أحد ينكر أن إلترا "وينيرز" أصبحت مرجعا في فن التشجيع، ورسم أجمل اللوحات في المدرجات، ليس فقط في المغرب وإفريقيا، بل في العالم بأكمله، أكثر من ذلك، فقد كانت سببا في تحول الإلترات من فصائل تشجيعية غير مهيكلة، إلى "ظاهرة" و"فلسلة" في التشجيع، يهتم بها مفكرون وأدباء وفلاسفة، وأطر عليا.
منذ تأسيسها أواخر سنة 2005، صممت "وينيرز" عشرات "التيفوهات" زينت مدرجات ملعب مركب محمد الخامس، وكانت سببا في تألق الفريق محليا وقاريا، أكثر من ذلك، فقد اجتذبت هذه "التيفوهات" أنظار وسائل إعلام دولية بارزة، أسهبت في الحديث تلك اللوحات التي زينت الملاعب الوطنية على امتداد سنوات، حتى إن "الفرجة" الحقيقية، تحولت، من أرضية الميدان، حيث اللاعبين، إلى المدرجات.