الجائحة والركود يضفيان أهمية خاصة على “نوبل” الطب والاقتصاد
يتركز الاهتمام في العادة ضمن جوائز “نوبل”، على تلك المخصصة للسلام أو على فئة الآداب، لكنّ الجائحة التي لا يزال العالم يشهدها، وهي الأخطر منذ قرن، ومعها الركود الاقتصادي الكبير، سيضفيان أهمية خاصة هذه السنة، اعتباراً من الاثنين، على جوائز الطب والاقتصاد والفيزياء والكيمياء.
وتؤكد اللجان العلمية المختصة بكل فئة من جوائز “نوبل” أنها لن تتأثر بالأحداث الراهنة.
وتعلَن أسماء الفائزين بجائزتي “نوبل” للآداب وللسلام تباعاً في 8 و9 أكتوبر، في حين سيكون الموعد مع جائزة الطب الاثنين، والفيزياء الثلاثاء والكيمياء الأربعاء والاقتصاد في 12 أكتوبر.
وقال لارس هايكنستن رئيس مؤسسة “نوبل” المشرفة على منح الجوائز التي أطلقها المخترع السويدي ألفرد نوبل إن “الجائحة أزمة كبرى للبشرية لكنها تجسّد مدى أهمية العلم”.
ومع ذلك، من المستبعَد أن تُمنَح أيّ من الجوائز لأعمال أو بحوث مرتبطة بمباشرة بجائحة كوفيد-19، إذ أن منح الجائزة لأي بحث يستلزم التحقق منه أولاً، وهذا الأمر يستغرق سنوات.
وفي ما يتعلق بجائزة “نوبل” الـ101 للسلام التي تُمنَح في أوسلو خلافاً للجوائز الأخرى التي تُسلَّم في ستوكهولم، أكد الخبراء أن اللعبة مفتوحة.
ولاحظ رئيس معهد ستوكهولم الدولي للأبحاث في شأن السلام أن “لا تقدّم حقيقياً على مسار السلام ولا اتفاقات سلام”.
مراسلون بلا حدود؟
وتوقع عدد من الخبراء أن تعطى الجائزة لشخص ذي صلة بقضية حرية الصحافة أو لجهة معنية بها، إذ أن الصحافيين باتوا مستهدفين أكثر فأكثر في ساحات المعارك، في حين تشوّش الأخبار المغلوطة النقاش العام في الدول التي تنعم بالسلام.
ولكن مِن هم المرشحون المحتملون؟ في رأي مؤرخ جوائز “نوبل” أسلي سفين ومدير معهد أوسلو للأبحاث في شأن السلام هنريك أوردال الجائزة قد تُعطى للمنظمة الفرنسية المنشأ “مراسلون بلا حدود”. وأشار أوردال كذلك إلى أن لجنة حماية الصحافيين التي تتخذ من نيويورك مقراً، تعتبر أيضاً من الجهات المؤهلة لنيل الجائزة.
وقال أوردال “خلال النزاعات، من المهم جداً أن يساهم الصحافيون في توفير معلومات عما يحدث، إن لتحديد مسؤولية كل طرف من المتنازعين، أو بهدف إعلام بقية العالم”.
وإلى جانب حرية الصحافة، شكّلت جهود مكافحة التغيّر المناخي جانباً آخر من الأزمات الدولية قد تتمحور الجائزة عليه، إذ قد تُمنَح للناشطة السويدية غريتا تونبرغ (17 عاماً) التي كانت بين المرشحات المحتملات العام الفائت أيضاً، إن على مستواها الفردي أو على مستوى حركتها “فرايديز فور فيوتر”.
ومن الأسماء الأخرى المرشحة لخلافة رئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد الذي نال الجائزة عام 2019، عدّد الخبراء كلاًّ من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الشفافية الدولية والمستشارة الألمانية انغيلا ميركل والأمم المتحدة وأمينها العام أنطونيو غوتيريش والمدافعة البارزة عن حقوق النساء في أفغانستان فوزية كوفي.
جدالات وأدب
في مجال الآداب، يؤمل أن تحمل سنة 2020 نهاية الجدالات. فبعد منح الجائزة لبوب ديلان عام 2016، انقسمت الأكاديمية السويدية بسبب فضيحة جنسية إلى درجة أنها أرجأت منحَ جائزة 2018 للمرة الأولى منذ أكثر من 70 عاماً.
وفي 2019، منحت الجائزة للروائي النمسوي بيتر هاندكه صاحب المواقف النارية المؤيدة للصرب خلال الحرب في يوغوسلافيا السابقة.
وقال بيورن فيمان، رئيس تحرير الصفحات الثقافية في “داغنس نيهيتر”، أهم الصحف اليومية السويدية “إذا كانت الأكاديمية تعرف مصلحتها، يجب أن تختار جامايكا كينسيد”.
واشتهرت هذه الكاتبة الأميركية من جزيرة أنتيغوا البالغة الواحدة والسبعين أنها تناولت مواضيع راهنة كالعنصرية والاستعمار والجنسانية. كذلك يُتداول اسم الفرنسية ماريز كوندي كمرشحة محتملة.
ورأت الناقدة الأدبية مادلين ليفي أن الأكاديمية التي يؤخذ عليها أنها تركّز على أوروبا، بدليل أن أوروبيين فازوا بخمس من جوائزها الأدبية الست الأخيرة، قد تختار فائزاً من خارج “القارة العجوز”، ومن الأسماء المحتملة الأميركية جوان ديديون.
ومن الأسماء المطروحة أيضاً الكنديتان آنّ كارسن ومارغريت آتوود، والأميركيتان جويس كارول أوتس وماريلين روبنسون، والكيني نغوجو وا ثيونغو.
ومن أوروبا، يتكرر كما في السنوات الأخيرة طرح أسماء المجري بيتر ناداس والألباني اسماعيل كاداري والروماني ميرسيا كارتاريسكو، إضافة إلى الفرنسي ميشال ويلبيك والبريطانية هيلاري مانتل.
وإذا سار كل شيء كما هو مقرر بالنسبة إلى إعلان الجوائز، يتوقع أن يقام احتفال توزيع الجوائز في 10 ديسمبر المقبل بشكل مختصر.
المصدر: الدار- أف ب