الرياضة

حكام على سبيل الإعارة

الدار/ صلاح الكومري

لجأت جامعة الكرة إلى "استيراد" حكام أجانب، ليحكموا مبارياتنا بالعدل، مقابل الإحسان، تيقن لقجع أن قضاة ملاعبنا لا يقيموا الوزن بالقسط، ويُخسرون الميزان، بل إنهم أهملوا شرف المهنة في حالة شرود، ونسوا قسم اليمين، وانساقوا وراء اليسار الغير محافظ على طهارة المهنة.

أقسم لقجع بأغلظ إيمانه أن يشهر البطاقة الحمراء في وجه كل حكم لا يحتكم لأحكام المهنة، بل حتى في وجه كل مسؤول سوّلت له نفسه تسوّل نقط تسمن وتغني عن المنافسة وتؤمّن البقاء على قيد حياة اللعبة، حتى إن اضطر إلى التعاقد مع رؤساء أندية على سبيل الإعارة.

اختار الرئيس البركاني اللجوء إلى قضاة إفريقيا، تماشيا مع انفتاح المملكة على دول "الماما أفريكا"، حيث صال وجال الأدغال جنوب الصحراء، واكتشف العجب العجاب، وكيف يروض الحكام لاعبين مشاغبين في سيرك الملاعب "غير بالفن"، ويجعلوهم "سمن على عسل"، ويصلحوا ذات البين، دون الحاجة، لتوصيات الفيفا، ولا دراسات أو استراتيجيات ومناظرات تلزمها تقنية "الفار"، لمعرفة ما يُطبخ خلف كواليسها.

اقترح لقجع على خيرة الحكام الأفارقة العمل في "سيرك" الملاعب المغربية، بنظام الإيجار، على سبيل الإعارة، وترويض مباريات البطولة، بتقنية "الفار"، ويبدو أنه يتجه نحو سن "ميركاتو" خاص بالتعاقد مع أصحاب البذلة السوداء، مفتوح على مصراعيه على مدار العام.

لا أحد يعلم كيف ومتى قررت جامعة اللعبة اعتماد حكام أفارقة في البطولة، فلم يسبق لها أن أشارت أو لمّحت إليه، لا من قريب ولا من بعيد..لا بمنظار ولا بمزمار.. البعض قال إن القرار "سيادي"، من السادية، وأنه "من أسرار الدولة"، اتخذ قبل شهور، وبقي طي السر والكتمان، عملا بمقولة "واستعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان"، بينما "طباخو الريس"، والمقربين منه، أكدوا أن القرار طُبخ على نار هادئة منذ مدة، وقدم قبل أن بنضج.

حين عقدت جامعة الكرة لقاء تواصليا مع الحكام ورؤساء الفرق، أطلق لقجع للسانه العنان، ألقى خطبة عصماء تحمل التهديد والوعيد، قال لهم يا أيها الحكام العرب، أيها الجمع، لست خجولا حين أصارحكم بحقيقتكم.. وقبل أن يكمل، وشوش أحد رؤساء الفرق في أذن حكم كان جانبه، داعيا إياه إلى فنجان "قهوية"، على شرف الحقيقة، فالتف نحوه لقجع مخاطبا بصرامة: "إني رأيت رؤوسا قد أينعت".

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 − 16 =

زر الذهاب إلى الأعلى