الرياضة

أمينة لعناية.. مغربية تنشر رياح التغيير في الهيئات الرياضية الدولية

الدار/

شغف وطموح، وخبرة قانونية مؤكدة.. تلك بعض سمات المغربية أمينة لعناية، التي تضفي، منذ أزيد من سنة، نفسا جديدا على هيئات التسيير الدولية الخاصة برياضة ركوب الدراجات.

فبعد أن راكمت تجربة قوية بين دهاليز مكاتب المحاماة والاستشارات الدولية بباريس وسويسرا، التحقت أمينة، الحاصلة على درجة "ماجيستير" في القانون الخاص بجامعة ديغون، بالمصلحة القانونية بالاتحاد الدولي لسباق الدراجات في 2006، لتعين بعد ذلك في منصب مديرة عامة مساعدة في 2013، ثم مديرة عامة بالنيابة، لأزيد من أربع سنوات لاحقا، على مستوى المديرية العامة للاتحاد.

ومع مطلع سنة 2018، أصبحت السيدة لعناية أول امرأة تتولى منصب المدير التنفيذي للاتحاد الدولي للدراجات، الهيئة الرائدة عالميا في تنظيم رياضة ركوب الدراجات منذ تأسيسها في باريس سنة 1900. واعترفت أمنية لعناية، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المهمة كانت "صعبة أحيانا"، مشيرة إلى أنها، في بعض الحالات، عانت من "نقص الاعتبار"، وهو الواقع الذي سرعان ما عملت المغربية على عكسه بسرعة، من خلال طبعها الإرادي والإيجابي وتطور الرياضة بشكل عام وركوب الدراجات بشكل خاص، والتي تسير تدريجيا نحو مزيد من المساواة، سواء من حيث الممارسة أو الحكامة.

وفي هذا الصدد، تبرز أمينة أن "الاتحاد الدولي للدراجات يحقق مكانة جيدة في ما يتعلق بالمناصفة، ذلك أن نصف موظفي الاتحاد تقريبا من النساء"، مشددة على ضرورة بذل مزيد من الجهد على مستوى حصة النساء في المناصب التسييرية للاتحاد.

وأضافت أمينة، الفرنسية المولد والمغربية الأصل، أنه "على الرغم من ذلك، فالمسيرة مستمرة، ويجب تكسير عدد من الحواجز وتطوير عدد من العادات".

 وإذا كانت أمينة تفتخر بإسهاماتها في تطوير رياضة ركوب الدراجات، فإن طموحها بالمقابل، يبدو أكبر من ذلك، لأنها تعتزم العمل على تطوير هذه الرياضة نحو مزيد من تكافؤ الفرص، لجميع فئات الرياضيين والمستخدمين، ولأداء دور أكثر أهمية في حل المشاكل المتعلقة، مثلا، بالصحة العمومية والحد من حركة مرور السيارات.

وتبدو هذه الأهداف، للوهلة الأولى، عملاقة، لكنها تتناسب مع أهمية هذه الرياضة، التي أضحت اليوم الرياضة الأولمبية الثالثة من حيث عدد الميداليات والحصص المخصصة للرياضيين.

 وأكدت أمينة أن "ركوب الدراجات أصبح اليوم أكثر شعبية ودينامية، من أي وقت مضى، كنشاط رياضي تنافسي أو نشاط ترفيهي أو وسيلة نقل"، مشيرة إلى أن مستوى هذه الرياضة تقدم بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وأن الاتحاد الدولي للدراجات معبأ بشكل يسمح للرياضيين بالعيش من رياضتهم.

ولاحظت أنه على المستوى الإفريقي، يعرف ركوب الدراجات دينامية نمو قوي، كما يدل على ذلك التنظيم المرتقب، وللمرة الأولى، في القارة، لبطولة العالم لسباق الدراجات على الطريق 2025، معتبرة أن "المغرب يوجد في موقع مثالي ليكون من أكبر الدول المستفيدة، وذلك بفضل دعم السلطات والتزام الجامعة الملكية المغربية للدراجات".

وذكرت بأن المملكة مرشحة لتنظيم بطولة العالم المذكورة، موضحة أنه مهما كانت نتيجة هذه التظاهرة، فإنها ستكون نقطة تحول رئيسية لتطور رياضة ركوب الدراجات في القارة.

وإلى جانب مسيرتها المهنية الناجحة، تقود أمينة حياة خاصة مرتبطة ارتباطا وثيقا بركوب الدراجات، حيث التقت بزوجها في الاتحاد الدولي للدراجات، وقررا مغادرة فرنسا لتستقر في سويسرا/ قريبا من مدينة "إيغل"، حيث يوجد مقر الاتحاد.

 وتقول أمينة، الأم لطفلة تبلغ من العمر ثماني سنوات، وطفل في السادسة من العمر: "حياتنا مكثفة، لكنها لا تختلف كثيرا عن معظم الآباء العاملين".

وتنصح أمينة ابنتها البكر بـ"العمل الجدي" دون أي عقد، لأن "تطور العقليات اليوم يعني أن النساء تمكن من إثبات أنهن قادرات تماما على ممارسة مسؤوليات عالية".

المصدر: و.م.ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

18 + اثنان =

زر الذهاب إلى الأعلى