الرياضة

أبو فارس.. بطلة مغربية تتطلع للمجد العالمي

سيتذكر المغاربة طويلا الإنجاز الكبير لفاطمة الزهراء أبو فارس في المباراة النهائية في التايكوندو ضمن دورة الألعاب الأولمبية للشباب بـ"بوينوس آيريس"، بعد تفوقها على منافستها الإيرانية، في الجولة الفاصلة إثر انتهاء الجولات الثلاث بالتعادل، كما سيتذكر عشاق التايكوندو الابتسامة التي ارتسمت على محياها، وهي ترفع العلم المغربي.

في سن السادسة عشرة فقط، تمكنت البطلة فاطمة الزهراء أبو فارس، من إهداء بلادها أول ميدالية ذهبية في تاريخ الألعاب الأولمبية للشباب، بعد مسار مثالي شهد على تألقها بالعاصمة الأرجنتينية.

التواضع حد الخجل، هو عملة البطلة التي أكملت للتو ربيعها الـ17، ووسيلة من أهم وسائل التواصل لديها، كثرة الكلام لا تجد مكانا لها في شخصية مريم، نظرة واحدة عميقة، كافية لإيصال كل ما تريد قوله بخفة وسلاسة.

لا تنحدر أبو فارس من مدينة كبيرة، إذ رأت النور بالفقيه بن صالح على بعد 40 كلم من بني ملال، تسلمت المشعل من أبيها، وحافظت على تقليده في ممارسة رياضته المفضلة، بناد رياضي صغير، يقع في وسط مدينتها الصغيرة أيضا.

تعلمت مريم أولى المبادئ الأساسية لفن الحرب الكوري الجنوبي على يد مدربها عبد النبي سعودي، الذي كان له تأثير كبير على مسارها الرياضي والشخصي، بفضل حكمته وجديته، إضافة إلى المكانة التي يحتلها في نفس البطلة الواعدة، حيث أنها تعتبره بمثابة والدها الثاني، ولا مجال للحديث عن ما حققته من نتائج، لحد الآن، دون وجود بارز للرجل في أدق تفاصيل مسارها الرياضي.

ورثت مريم أبو فارس عن أبيها قوته، وبنيته الجسدية التي تبدو أكبر من سنها، وهو ما جعلها تخوض أول "منافسة رسمية" في فئة الشابات وهي لازالت في سن الفتيات.

بعد هذه المغامرة، ستلبس بطلة التايكوندو ثوب التألق في المنافسات الوطنية، والعربية، والإفريقية، تحت شعار: "لا بديل عن التفوق والتميز".

وأخيرا جاء الموعد الكبير: الألعاب الأولمبية للشباب بوينس أيرس 2018، لم يطل الارتباك أو الضغط على شرفة مريم، بل تسلحت بالثقة والهدوء، الذي كان دوما سر تألقها الكبير، وتعاملت مع كل لحظة بعقلية أبطال المواعيد الكبرى.

خطوة تبعتها خطوة، ونزال تلاه نزال، ليصنع ذكاؤها الفرق، حتى في الظروف الصعبة، مستحضرة قواعد وتعليمات المدرب الذي لقنها أبجديات التايكوندو بمدينتها الصغيرة.

تقول مريم، بتأثر كبير، إنه رغم تواجد المدرب دافيد، فإن السيد عبد النبي كان حاضرا معها قلبا وروحا، ولم يدخر جهدا في تحفيزها عبر الرسائل والصور، إلى أن أثمر اتحادهما وإرادتهما تحقيق الحلم.

تقضي مريم أبو فارس حاليا فترة نقاهة بسبب تعرضها للإصابة، لكن ذلك لم يمنعها من أن تضع نصب أعينها الهدف الأكبر، أولمبياد طوكيو.

المصدر: و.م.ع

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

واحد × واحد =

زر الذهاب إلى الأعلى