المواطنسلايدر

الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء يحذر من تطاول واستباحة “الرويبضة” لتدبير الشأن العام

الدار- خاص

حذر أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، اليوم الخميس بالرباط، من تطاول، وترامي، “الرويبضة” على الشأن العام، واستباحتهم لهذا الشأن، وهم لا يمتلكون القدرات والمؤهلات لتنظيم هذا الشأن العام”، على تعبير عبادي.

وأكد أحمد عبادي،  في كلمة خلال احتفالية دولية كبرى لإطلاق مبادرة اليوم العالمي للرحمة،  احتضنها مقر منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، أن ” الرحمة تنتظم في نسق سباعي الأبعاد، من بين أبرز أقطابه، “البعد المتصل بالتنظيم”، أي “بالأدوار، والسلط التي لابد منها في هذا التنظيم للِشأن العام”.

وأشار في هذا الصدد، الى أن ” الرسول صلى الله عليه وسلم، قد نهى، وحذر من أن يترامى الرويبضة على الشأن العام، حيث قال عليه الصلاة والسلام :” ان من ورائكم أياما خداعات، يُصدَّق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمَن فيها الخائن ويُخَوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال الرجل التافه يتكلم في أمر العامة”.

واعتبر الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أن ” إطلاق مبادرة اليوم العالمي للرحمة يشهد على هذا الانتباه التأسيسي، والوظيفي لكون المؤسسات والعمل المؤسسي في عالمنا، أضحى “أمرا ضروريا”، مؤكدا بأنه ” لا يمكن ان التعامل مع سنة تعاقب، وتوالي الأجيال إلا عبر هذا المدخل”.

وأوضح أن ” اطلاق مبادرة اليوم العالمي للرحمة، يأتي في سياق تنفيذ مخرجات المؤتمر العالمي حول “السيرة النبوية”، الذي نظم السنة الماضية، في مقر الايسيسكو، الذي أصدر من ضمن توصياته، التوصية بجعل الـ21 من شهر أبريل من كل سنة شمسية، يوما للرحمة”، معتبرا ” الاحتفال بهذا اليوم، مأسسة على سنن من كان بالمؤمنين، ولا يزال رؤوفا رحيما  عليه الصلاة والسلام، الذي كان إذا عملا رتبه، أي أرسى دعائمه، بحيث لا يضمحل ولا ينحل بعد ذلك”.

وفي هذا السياق، قال أحمد عبادي، ان ” من الأمور الهامة التي يدل عليها، ويرشد اليها العمل المؤسسي هو أن ننجز كل سنة دليلا نقيس عبره ما الذي ينجز في هذه المضامين ذات الصلة بالرحمة، على غرار مضامير قياس “السعادة”، و “الحبور” و “الرفاة”، وغير ذلك من الدلائل، التي تستعمل ما ينبغي من الروائز و الأرغوريتمات ذات الصلة”.

ولفت ذات المتحدث الانتباه، الى أن ” العمل المؤسسي هو الذي يسمح بفتح أعمار الأفراد لكي تضم بعضها الى بعض فتنهمر أنهارا وقتية تجعل المستحيل ممكنا”، مبرزا أن ” هذه الأعمار Person years، هي هذه السنوات التي حين يجمع، ويضم بعضها الى بعض  من  خلال الأعمال المؤسسية تمكن مثلا من تجزئة حلم يلزم من أجل إنجازه مليون سنة الى مليون قطعة، وبعد ذلك تضم هذه القطع الى بعضها البعض”.

وتابع الدكتور أحمد عبادي أن ”  الرحمة هي قيمة لكنها في ذات الان آثر، وهذا الأثر نجد له مفاصل ضمن نسق معين”، حيث أن “الحرمة في رسالة الختم، تطلع علينا في هذه المنصة، و هذه المصفوفة باعتبارها نسقا جميلا كالماسة، وهو نسق سباعي الأبعاد يتألف من “البعد التمثلي التصوري”، البعد الفكري والعملي”، “البعد الوجداني”، “البعد الاجتماعي”، “البعد الدولي”، ثم ” البعد الكوني العملي”.

وخلص الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، الى أن ” هذه الأقطاب السبعة تتضافر، بالإضافة الى التشريعات، والتنظيمات، والقيم و أضرب التداول، لإنتاج الرحمة”، مؤكدا أن ”  الرحمة في منظومة أرحم الراحمين ليست فقط أمرا، وانما هي نسقية نحتاح الى العكوف عليها العام كله من أجل أن نتوج في مثل هذا اليوم هذه السنة بدليل يقيس ويتتبع ويواكب الرحمة”.

يشار الى أن  الاحتفال باليوم العالمي للرحمة، يأتي بعد اعتماد قرار تخليده كل عام من الدورة 48 لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي، التي انعقدت في إسلام آباد بجمهورية باكستان الإسلامية في شهر مارس الماضي، و بعد أن أوصى به المشاركون في الإعلان الصادر عن المؤتمر الدولي حول القيم الحضارية في السيرة النبوية، الذي عقدته الإيسيسكو بشراكة مع رابطة العالم الإسلامي والرابطة المحمدية للعلماء بالمملكة المغربية، في ماي 2021، تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.

وانطلقت هذه الاحتفالية، اليوم الخميس بالرباط، التي نظمتها منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ورابطة العالم الإسلامي، والرابطة المحمدية للعلماء، حضوريا بمقر الإيسيسكو في الرباط، وعبر تقنية الاتصال المرئي، بمشاركة رفيعة المستوى من علماء وقيادات دينية، وممثلين عن المنظمات والمؤسسات الدولية، لإبراز قيمة الرحمة باعتبارها قيمة مركزية في تاريخ البشرية ينبغي أن تكون مقياسا للسلوك الحضاري الرشيد بين الأمم والشعوب والدول والأفراد.

وقد استهل برنامج الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم، تلاه تقديم عام للدكتور عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، ثم كلمات كل من الدكتور سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، والدكتور محمد بن عبد الكريم العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، والدكتور أحمد عبادي، الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، كما يتم عرض شريط مصور يلخص أعمال مؤتمر القيم الحضارية في السيرة النبوية، وشريط مصور من إنتاج الإيسيسكو حول نسب النبي صلى الله عليه وسلم.

زر الذهاب إلى الأعلى