حفيد مانديلا يغرف من أموال الجزائريين بينما يقفون في الطوابير!!
الدار/ افتتاحية
من الواضح أن الحفيد الفاسد الذي لا يربطه بجده نيلسون مانديلا إلا الاسم وجد ضالّته عند عسكر الجزائر الذين لا يترددون في إنفاق موارد ومقدّرات الشعب الجزائري في خوض معارك وحروب بعيدة عنه وعن مصالحه الحيوية واليومية. هذا النظام الذي يجبر أبناءه على الوقوف كل صباح في الطابور لساعات طويلة من أجل الحصول على لتر من الحليب هو الذي يقدم اليوم 100 ألف دولار كوعد لتمويل منظمة يشرف عليها “شيف زوليفوليل” حفيد مانديلا الفاسد من أجل توظيفها بشكل دائم كجماعة ضغط على الصعيد الإفريقي. صكّ المائة ألف دولار ليس سوى حبة الفراولة التي تستقر فوق الكعكة التي لهفها الحفيد الفاسد ليقبل الحضور في حفل افتتاح كأس إفريقيا للمحليين وبثّ سموم الكابرانات على لسانه بالطعن في الوحدة الترابية للمغرب.
لا يهمّنا هنا الحديث عن شيف زوليفوليل لأن أمثاله من تجّار الإرث العائلي تكرروا في الكثير من الأزمنة والأمكنة. لقد عرف التاريخ نماذج مشابهة تاجرت بدماء وشرف وإرث عائلاتها وباعته من أجل الحصول على دولارات معدودة. هذا شخص يمكن لأي جهة أن تشتريه إذا دفعت أكثر. ما نريد أن ننبه إليه هنا هو أن هذه البحبوحة الجديدة التي تعيشها مالية العسكر بفضل فوائض البترودولار ستذهب مرة أخرى هباء في صراعات ورهانات غير جزائرية بالمرة. إنها رهانات الكابرانات وصراعاتهم الشخصية الذاتية مع المغرب ومع تاريخه وثقافته وأصالته. ونريد هنا أن نبشر الشعب الجزائري الذي ألِف الطوابير بأن المليارات التي تُحصد اليوم من مبيعات النفط والغاز لن تتحوّل بتاتا إلى تنمية أو إصلاح اقتصادي واجتماعي شامل يعود بالخير والنفع على المواطن البسيط.
للأسف هذه هي البشارة السوداء التي يمكن أن نؤكدها من باب التاريخ يكرر نفسه. لقد عاش النظام الجزائري في مراحل سابقة محطات مشابهة ارتفعت فيها أسعار الطاقة في الأسواق الدولية بشكل كبير مما درّ على الخزينة الجزائرية ثروات طائلة، لكنها سرعان ما تبخّرت وتسرّبت إلى جيوب الجنرالات وحساباتهم السمينة في بنوك سويسرا والعالم. 1000 مليار دولار هو الرقم الفلكي الذي أنفقه نظام عبد العزيز بوتفليقة على سبيل المثال دون أن يظهر أثره على المعيش اليومي للمواطن الجزائري، الذي لا يزال يرى الموز فاكهة ملكية والبطاطس أكلة رئيسية والحليب حلما يبيت يتقلب خوفا من ألا يجد نصيبه منه. وما تمّ جنيه منذ العام الماضي من مداخيل البترول والغاز قد يفوق مستقبلا هذه الحصيلة، وها هي ذي اليوم تُبدد وتُبعثر في مشاريع تافهة لن تنعكس بتاتا على الاقتصاد الجزائري ولا على المستوى المعيشي للجزائريين.
ماذا بعد بناء ملاعب في كل المدن الجزائرية إذا كان الدوري الجزائري لكرة القدم بطولة هاوية لا تدر على البلاد أي فلس من الضرائب أو الأرباح؟ هل ستُفتح هذه الملاعب أمام عروض الكوريدا أم ستخصص سكنا بديلا للقاطنين بأحزمة الفقر والمناطق العشوائية في ضواحي العاصمة الجزائرية؟ هذه الثروات الطائلة يجب أن تذهب في اتجاه تحديث الاقتصاد الجزائري وتأسيس بنية إنتاجية في بلد لا يكاد ينتج كيلوغراما واحدا من المواد الاستهلاكية اليومية التي يحتاجها. في بلد لا يمكن للسائح أن يجد فيه فندقا من المستوى الرفيع أو يشغّل بطاقته البنكية الدولية. في بلد لا يزال فيه صبيب شبكة الأنترنت هو الأبطأ في القارة الإفريقية بعد أن تجاوزته شبكات أوغندا ورواندا وغيرها من البلدان الإفريقية الصاعدة.
لا يدرك النظام الجزائري ومِن ورائه إعلام الكابرانات أن ما يحدث هو لعبة ينجرّ وراءها هذا البلد الذي بدلاً من أن يستغل بحبوحته النفطية اليوم في تطوير البلاد وإخراجها من سنوات الثمانينيات يقرر أن يواصل غباءه بدعم الأغراب والأجانب وصرف أموال الجزائريين على فسدة إفريقيا وانتهازييها وعلى ميليشيات مسلحة فقط من أجل التشويش على المغرب وعلى سيادته ووحدته الترابية. والذين يقفون اليوم في طوابير الملاعب أيضا من أجل مشاهدة مباريات بطولة مغمورة ككأس إفريقيا للمحليين ربما يجهلون أن كل شيء بثمنه وأن الفساد المستشري في البلاد لن يتوقف أبدا عن استثمار كل مواجهة مهما كانت ودية أو رياضية أو فنية من أجل توجيهها نحو أجواء الصراع والتخويف والتهويل، فقط من أجل الاستمرار في فرض سيطرته على هذا الشعب الساذج المغلوب على أمره.
ونريد أيضا أن نطمئن الكابرانات بأننا في المغرب نتابع كل ما يجري من مهازل ونحن نقهقه ليل نهار ونضحك كل صباح ومساء على هذه المشاهد الكوميدية التي يتحفوننا بها ويعبّر عنها إعلام العصابة بكل شفافية منقطعة النظير. لقد كنّا نشتكي باستمرار بأن الله حشرنا في هذه الرقعة الجغرافية مع نظام عدواني يكرهنا حدّ الفناء، لكننا ونحن نتابع ما يحدث من حولنا على هامش بطولة “شان”، التي لا شأن لها، أصبحنا نحمد الله على هذا الجار الغبي والمبدع في غبائه. واصلوا إنفاق أموالكم في الإسمنت وعلى الفسدة، بينما نواصل في المغرب بناء دولة منتجة ومتقدمة، ونتسلّى بمسلسلاتكم التي لا تنتهي.