الجامعة العربية تسعى لرفع الوعي بقضايا اللاجئين والعمل على دعمهم وتقليل معاناتهم
أكدت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية – قطاع الشؤون الاجتماعية على سعي الجامعة لرفع الوعي بقضايا اللاجئين والعمل على دعمهم وتقليل معاناتهم.
وشددت الامانة العامة، في بيان لعملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة واللجوء بمناسبة اليوم العالمي للاجئين، على العمل على تخفيف الضغوط الواقعة على الدول والمجتمعات المضيفة، والتي غالبا ما تكون في دول الجوار التي يتركز فيها اللاجئون بأعداد كبيرة، وهذه الأوضاع تتطلب التعامل مع مجموعة متشابكة من الخدمات والمساعدات الإنسانية العاجلة وتوفير الاحتياجات الأساسية والتنموية.
وسجلت أنه في ظل التطورات التي تشهدها الساحة الدولية والإقليمية من أزمات وصراعات أدت إلى خروج تدفقات كبيرة من اللاجئين والنازحين، تحيي الجامعة العربية اليوم العالمي للاجئين والذي يعد مناسبة مهمة لإلقاء الضوء على معاناة هذه الفئة التي تعاني من هشاشة أوضاعها والتي هي في أمس الحاجة إلى الحماية.
وتابعت أن الشهران الماضيان شهدا تطورات جديدة ذات صلة وثيقة باللاجئين والنازحين في المنطقة العربية؛ الأول يتمثل في الأزمة في السودان والتي أدت إلى خروج تدفقات من اللاجئين والنازحين السودانيين، ونزوح اللاجئين الذين يستضيفهم السودان إلى دول أخرى مجاورة.
وفي هذا الاطار، أكد ممثلو الدول الأعضاء في عملية التشاور العربية على ما جاء في قرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بشأن تطورات الوضع في جمهورية السودان، الذي تناول توفير الدعم الإنساني والطبي العاجل للمواطنين والنازحين داخل السودان، عبر السلطات المعنية، وكذلك للباحثين عن ملاذ آمن بدول الجوار التي تستقبل لاجئين لمساعدتها على تحمل الأعباء المتزايدة، فضلا عن حث الدول المانحة على تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، مشيرين الى إلى قرارات المجالس الوزارية المتخصصة بهذا الشأن.
وشددوا على ضرورة العمل على تقليص تداعيات هذه الأزمة على المنطقة التي تواجه أصلا موجات كبيرة من اللجوء والنزوح منذ أكثر من عقد من الزمان.
وثمنوا في هذا الصدد الجهود التي بذلتها الدول العربية لاستقبال اللاجئين، وخاصة مصر وكذلك إجلاء رعايا الدول العربية والأجنبية من السودان، وخاصة السعودية و الأردن وجيبوتي والجزائر وتونس و المغرب، وكذلك جهود المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمفوض السامي الذي قام بزيارة الحدود المصرية السودانية .
وبخصوص التطور الثاني المتعلق بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية، وما تم التوافق حوله بشأن تعزيز الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين، رحب ممثلو عملية التشاور في هذا الإطار بالقرار الصادر عن قمة جدة بشأن تطورات الوضع في سوريا، وما تضمنه من الطلب من الدول المانحة سرعة الوفاء بتعهداتها التي أعلنت عنها في مؤتمرات المانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا والتأكيد على أهمية دعم الدول العربية المضيفة للاجئين والنازحين السوريين. كما نوهوا بقرار مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري بهذا الشأن، وبالبيانات العربية الصادرة عن اجتماعي جدة وعمان بشأن سوريا اللذين عقدا في أبريل وماي 2023.
وأشاروا إلى التأثيرات الكبيرة لحالات الطوارئ المفاجئة على النازحين واللاجئين، مثل تأثير الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا في فبراير 2023، وتأثير التغيرات المناخية، وضرورة حشد طاقات المجتمع الدولي لتقديم كافة أشكال الدعم والإغاثة للمنكوبين خاصة وأنهم من أكثر فئات السكان ضعفا وهشاشة، مثمنين دور الدول والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني التي قدمت يد العون خلال هذه الأزمة.
وأكدوا في هذا الصدد على أهمية معالجة الأسباب الجذرية المؤدية للنزوح القسري، وكذلك ضرورة تعزيز الترابط بين الأبعاد الإنسانية والتنموية.
من جانب آخر ، جدد ممثلو عملية التشاور التأكيد على ضرورة مراعاة خصوصية اللاجئين الفلسطينيين الذين يعدون أقدم مجموعة من اللاجئين على مستوى العالم منذ عام 1948، والذين تعرضوا لأكثر من عملية تهجير قسري نتيجة للأحداث التي تعاقبت على المنطقة العربية.
كما أكدوا على حق اللاجئين في العودة إلى وطنهم والتعويض بموجب القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لسنة 1948، وكذلك على التفويض الأممي الممنوح لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بموجب قرار إنشائها الصادر من الجمعية العامة للأمم المتحدة للعام 1949.
وشددوا أيضا على تحميل إسرائيل (القوة القائمة بالاحتلال) المسؤولية القانونية والسياسية والأخلاقية عن نشوء واستمرار مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وعلى رفض التحرك من أي طرف لإسقاط حق العودة ورفض محاولات التوطين أو تصفية وكالة “الأونروا” أو ما يسمى بإعادة تعريف الوضع القانوني للاجئ الفلسطيني.
ودعا ممثلوا عملية التشاور العربية الإقليمية حول الهجرة واللجوء المجتمع الدولي لمواصلة تقديم الدعم اللازم للأونروا بما يمكنها من مواصلة القيام بتحمل مسؤولياتها الكاملة تجاههم وتفادي انهيار خدماتها.
المصدر: الدارـ و م ع