مونديال 2030.. في انتظار تحقيق الحلم “المغاربي”
الرباط/ صلاح الكومري
بعد أن قررت إسبانيا، أخيرا، الترشح لاستضافة نهائيات كأس العالم "مونديال2030"، بشراكة مع البرتغال، بمعزل عن المغرب، عاد الحديث مجددا، عن إمكانية تقدم المملكة بملف استضافة هذه التظاهرة العالمية، للمرة السادسة، لكن بشراكة مع الجزائر وتونس هذه المرة.
صحيح أنه بمقدور المغرب والجزائر التقدم بملف مشترك، ومنافسة باقي الدول المترشحة، من أمريكا اللاتينية وآسيا وأوروبا، بحكم توفر البلدين، خاصة المغرب، على التجهيزات الكافية لاستضافة 42 منتخبا، إلا أن بعض العوائق والخلافات الجيوسياسية، تقف عقبة أمام إخراج هذا المشروع لأرض الواقع.
رئيس الاتحاد الجزائري يرحب بالفكرة
سبق لمجموعة من التقارير الإعلامية، والمسؤولين الجزائرين، أن رحبوا بفكرة مشروع التقدم بملف مشترك مع المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم، كان ذلك خلال سعي المملكة التقدم بملف الترشح لاستضافة مونديال 2030، في مواجهة الملف المشترك بين الولايات المتحدة الأمريكية وكندا والمكسيك.
في 6 فبراير 2018، أعلن خير الدين زطشي، رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، على هامش مشاركته في اجتماع اتحاد شمال إفريقيا في مدينة الدار البيضاء (أعلن)، دعم بلاده ترشح المغرب لاستضافة كأس العالم 2030، في مواجهة الملف الأمريكي، وحين سئل عن إمكانية ترشح مشترك بين بلاده والمملكة، قال: "نرحب بكل الأفكار والمقترحات".
وأضاف المسوؤل ذاته: "الإمكانيات المالية واللوجستية لتنظيم حدث عالمي بمشاركة 48 منتخبا، يتطلب تعاونا مغاربيا، لأنه يتجاوز قدرات دولة بعينها..يجب أن تتقارب دول المغرب العربي مستقبلا، وتوحد قوتها وطاقمها لتكون لها حظوظ أوفر في الفوز بشرف تنظيم كأس العالم".
وأشار المسؤول ذاته أن بلده ظلت تدعم كل المبادرات المغاربية لقناعتها بأن شعوب المنطقة، قادرة على رفع التحديات، وأنها تملك أحقية تنظيم تظاهرات رياضية كبرى، مشيرا إلى أن دعم ملف ترشح المغرب لمونديال 2026، كان مبشرا قويا لتشجيع مبادرات من هذا النوع.
وزير الرياضية الجزائري: مسعدون لدراسة المقترح
بعد خسارة الملف المغربي تنظيم نهائيات كأس العالم 2026، وفوز الملف الأمريكي، قال محمد حطاب، وزير الشباب والرياضة الجزائري، إن بلاده، مستعدة لدراسة أي مقترح حول تنظيم مشترك لنهائيات كأس العالم مع الدول الجارة، وخاصة والمغرب وتونس.
وقال المسؤول ذاته: "بالنظر إلى البنية التحتية الرياضية التي تم تشييدها، الجزائر جاهزة لدراسة احتمالية تقديم عرض استضافة مشترك مع المغرب وتونس، قلت هذا الكلام أكثر من مرة، دول شمال إفريقيا قادرة على استضافة أكبر التظاهرات العالمية".
اتحاد شمال إفريقيا يدعم الترشح
سبق لاتحاد شمال إفريقيا، أن أعلن دعمه لملف ترشح المغرب لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، كما سبق له أن أعلن دعمه لأي مقترح تقديم ملف مشترك بين بعض دول المنقطة لتنظيم نهائيات كأس العالم، إذ أن من بين التوصيات التي خرج بها في اجتماعه في 18 غشت 2018، في العاصمة التونسية تونس، "تقديم ملف مشترك بين 3 جامعات تنتمي إلى اتحاد شمال إفريقيا لتنظيم كأس العالم لكرة القدم لسنة 2030، مع ضرورة استشارة وموافقة دول المنطقة الراغبة في ذلك، إضافة إلى موافقة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم ودعمه لهذا التوجه".
برلماني تونسي يدعو إلى ملف مشترك
في 17 يونيو 2018، أوردت صحيفة "الشروق" الجزائرية، تصريحا لبرلماني تونسي، يدعى رياض جعيدان، يدعو فيه إلى حكومات دول المغربي العربي، وبالأخص المغرب، الجزائر، تونس، إلى العمل على تقديم ملف مشترك لتنظيم نهائيات كأس العالم 2030، حتى تكون الحظوظ وافرة لاستضافة نهائيات كأس العالم.
وقال المسؤول ذاته: "الفكرة بإمكانها أن تتعزز بمبادرات شبابية ونخبوية وسياسية لإحياء مشروع اتحاد المغرب العربي، وإقامة وحدة الشعوب المغاربية تظل حلما قد تحققه الرياضة بعدما عجزت الخلافات السياسية عن إقلاع الاتحاد".
وشدد المسؤول التونسي على أن فكرة الترشح بملف مشترك لتنظيم كأس العالم 2030، بإمكانها أن تتعزز بمبادرات شبابية ونخبوية وسياسية لإحياء مشروع اتحاد المغرب العربي، منبها أن ملف استضافة مونديال 2030، سيواجه منافسين من العيار الثقيل، في إشارة إلى ملف أمريكا اللاتينية (الأرجنتين، الأوروغواي، باراغواي، تشيلي)، وملف دول البلقان (اليونان، بلغاريا، صربيا، رومانيا)، وملف آسيا (كوريا الجنوبية، كوريا الشمالية، اليابان، الصين).
لقجع: القرار سياسي
في 24 يوليوز 2018، حل فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، ضيفا على ملتقى وكالة المغرب للأنباء، حيث تطرق لمجموعة من المواضيع التي تهم الكرة المغربية، من بينها الترشح، للمرة السادسة، لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030.
واعتبر لقجع أن تنظيم نهائيات كأس العالم، بشراكة مع الجارة الجزائر، يبقى "قرارا سياسيا".
المشاكل الجيوسياسية تقف عائقا
تقف المشاكل الجيوسياسية، خاصة بين المغرب والجزائر، عائقا كبيرا أمام البلدين لتفعيل طموحات جماهيرهما الرياضية على أرض الواقع، وبالتالي الترشح لاستضافة كأس العالم 2030.
الكثير من الأصوات، دعت، في السنتين الأخيرتين، حكومتي البلدين، إلى وضع خلافاتهما جانبا، وفتح صفحة جديدة في علاقاتهما الديبلوماسية، وتكوين تحالف قوي، وبالتالي التقدم بملف مشترك لاستضافة نهائيات كأس العالم.