اهتمام دولي وادانة شديدة لجريمة الجيش الجزائري في حق السائحين المغربيين في السعيدية
حظيت الجريمة التي ارتكبها النظام العسكري الجزائري، في حق شابين مغربيين، حينما دخلا المياه الجزائرية خطأ في المنطقة الفاصلة بين السعيدية ومرسى بن مهيدي، باهتمام لافت من طرف وسائل الاعلام الدولية التي خصصت مقالات لهذه الجريمة النكراء.
و أكدت قناة “بي بي سي” البريطانية أن حرس السواحل الجزائريين استهدفوا سائحين كانا يقضيان عطلة في المغرب، ودخلا عن طريق الخطأ إلى المياه الإقليمية للجزائر، أثناء ممارسة رياضة التزلج على الماء.
ونقلت القناة شهادات صادمة لمحمد قيسي، الوحيد من بين المجموعة الذي تمكن من العودة إلى المغرب، و الذي قال : “لقد ضعنا بشكل كلي، حتى أدركنا أننا أصبحنا في المياه الإقليمية للجزائر”، مبرزة أن بلال قيسي، شقيق سعيد، قتل خلال هذه الحادث الاجرامي.
و أشارت قناة “الحرة” الى أن الأوساط الشعبية في المغرب تفاعلت مع قضية مقتل شابين مغربيين بالمياه الإقليمية الجزائرية”، مؤكدة أنها ” واقعة تعيد إلى الأذهان التوتر الحاصل في العلاقات بين الجارتين”.
وأضافت القناة أنه لوحظ غياب التغطية الصحفية للواقعة في الجزائر”، مبرزة أن ” السلطات الجزائرية التزمت الصمت ولم تعلق على الحادث، كما غابت التغطية في الصحف الرسمية وغير الرسمية المعروفة”.
وشددت القناة على لسان المحلل المغربي، مدير مركز الرباط للدراسات السياسية والاستراتيجية، خالد الشرقاوي السموني، على أن ” ما حدث “جريمة ضد الإنسانية” لأنه تم استهداف “أبراء غير حاملين للسلاح وكان يفترض التعامل معهم وفق القوانين الدولية، من ناحية استجوابهم والتحقق منهم”.
و اعتبر السموني في حديث للقناة أن ” ما حدث هو “موقف عدائي” من جانب السلطات الجزائرية “ضد أشخاص كانوا يمارسون نوعا من أنواع الرياضة المائية. هؤلاء ليسوا سياسيين ولم يرتكبوا أعمالا إرهابية أو يهددوا أمن الجزائر”.
من جانبها، أفردت قناة “روسيا اليوم” تغطية للجريمة التي ارتكبها النظام العسكري الجزائري، في حق الشابين المغربيين، مشيرة الى أن الشابين “دخلا المياه الجزائرية بالخطأ”، قبل أن يقتلا برصاص خفر السواحل الجزائري.
هذ، و أكدت وزارة الخارجية الفرنسية، الجمعة الماضي، وفاة فرنسي و”احتجاز آخر في الجزائر في حادث يشمل عددا من مواطنينا”، مشيرة الى وفاة مواطن واحد من غير أن توضح ظروف وفاته.
وأفادت في بيان أن “مركز الأزمات والدعم في وزارة الخارجية والشؤون الأوروبية وسفارتي فرنسا في المغرب والجزائر على تواصل وثيق مع عائلات مواطنينا التي نقدم لها دعمنا الكامل”.
و كان الشابان المغربيان قد لقي مصرعهما، مساء الثلاثاء المنصرم، في ظروف غامضة، بعدما كانا يمارسان الرياضة المائية على متن دراجة من نوع “جيت سكي” بشاطئ السعيدية، أثناء دخول الهالكين، اللذين يحملان الجنسية الفرنسية، رفقة 3 آخرين خطأ إلى المياه التابعة للجزائر على مستوى “مرسى بن مهيدي”، ليتعرّضا لإطلاق نار من قبل حرس الحدود الجزائري.
وأمرت النيابة العامة بوجدة، يوم 29 غشت المنصرم، بفتح تحقيق بناء على تصريحات أحد الأشخاص الذي أكد أنه كان رفقة أربعة شباب آخرين ضحية حادث عنيف في عرض البحر.
وأضاف المصدر نفسه أنه يعتقد أن الأشخاص الخمسة، الذين كانوا على متن دراجات مائية (جيت سكي) ضلوا سبيلهم في البحر خلال جولة بحرية. وأصدرت النيابة العامة تعليماتها إلى عناصر الدرك الملكي بوجدة لجمع المعلومات الضرورية لتوضيح ملابسات هذا الحادث، مضيفا أنه تم في إطار التحقيق الاستماع للعديد من الأشخاص من أسر ومحيط هؤلاء الشباب.