المواطن

حديقة بالمحمدية كلفت 900 مليون تحولت إلى مزبلة وملجأ للمنحرفين

 

الدار/  إعداد : بوشعيب حمراوي    تصوير توضيب: أيوب اجواد

طالب مجموعة من سكان مدينة المحمدية، وقاطني منطقة المصباحيات على الخصص، بإيفاد لجن للتحقيق في مصير حديقتهم التي تحولت إلى أكبر بؤرة سوداء، وملجأ للمنحرفين والمشردين والكلاب والقطط الضالة.

 

الصورتان أسفله  لحديقة المصباحيات قبل تعرضها للإتلاف  .

 

 أنجزت حديقة المصباحيات بداية التسعينات بشراكة بين بلدية المدينة ومصلحة المياه والغابات صاحبة الأرض بكلفة إجمالية فاقت 900 مليون سنتيم. كانت مشتلا للأزهار وفضاء ترفيهيا للأسر والأطفال. بها مقهى وفضاءات، وألعاب للكبار والأطفال،  وبئر لجلب مياه السقي مزودة بكل عتادها اللازم. فجأة تم إهمالها وتخلت البلدية عن دورها في صيانتها وحراستها. فتحولت مرافقها السياحية والترفيهية إلى أطلال ومراحيض عمومية.

 علما أن مساحتها  تفوق (12 هكتار). أصبحت مملوءة بكل قاذورات المدينة من أزبال وبقايا مواد البناء. وتحت رحمة أسراب من الحشرات وقطعان الماشية، وملاذا للمنحرفين والمشردين الذين يقضون الأيام والليالي في مغازلة قنينات الماحية وأكياس البلاستيك المملوءة بالسلسيون والسراج. والترصد والتخطيط للسطو على المارة ورواد سوق الخضر والفواكه بالجملة، المحاذي لها.

 

الصورتان أسفله لحديقة المصباحيات بعد تخريبها …

لأسباب تدهور حديقة المصباحيات ضلت لغزا حير كل الساكنة بسبب صمت المسؤولين والمنتخبين الذي تعاقبوا على تسيير بلدية المحمدية. فقد استمر نشاط الحديقة لعدة سنوات قبل أن يذهب بريقها، وتتعرض أجهزتها للإتلاف. ورجح مصدر من عمالة المحمدية  سبب تدهورها إلى التغييرات التي طالت مجموعة من التقنيين المتخصصين في الفضاءات الخضراء بالمدينة، واندلاع عدة مشاكل في التسيير  وغياب الأطر المختصة. فيما أشار بعض المنتخبين إلى أن سبب تدهور وتهميش الحديقة  يعود إلى صراعات سياسية بين الاتحاديين الذين أحدثت الحديقة في فترة رئاستهم للبلدية، ومنافسيهم الذي تعاقبوا بعدهم على رئاسة البلدية، وأن تهميش الحديقة كان أمرا مفتعلا.

 

وذهبت أطراف أخرى إلى الجزم بأن هناك جهات نافذة بالمدينة تستعد لمحو الحديقة من أذهان الساكنة، بهدف الاستثمار في مساحتها في مجالات عمرانية تدر عليهم الأموال. وأن جهات تسعى إلى وضع اليد عليها بهدف تحويلها إلى إقامات سكنية.

 

مجموعة من ساكنة منطقة المصباحيات و الأحياء المجاورة لها، وجدوا أنفسهم يواجهون مصير التعفن، أكدوا  أن  منطقتهم تتعرض للتخريب والتلوث بسبب الأزبال التي يتم رميها على طول حوض وادي المالح، وتضاعف عدد ورشات الحدادة والميكانيك التي أغلقت الشارع الوحيد الرابط بين مدينتهم والطريق الوطنية رقم واحد.

يذكر أن آخر ما كان يردد في رفوف بلدية المحمدية بخصوص الحديقة، أنه تم تفويتها إلى وزارة الصحة من أجل إنجاز مستشفى كبير يليق بالمدينة.  إلى أن المشروع تبخر مباشرة بعد صدور تصميم التهيئة الجديد. حيث تم تخصيص أرض للخواص بجوار السوق الممتاز (مرجان)، كأرض لبناء المستشفى الكبير. وهو المشروع الذي بات في لائحة المشاريع الملغاة، بعد التصريح الأخير لوزير الصحة داخل قبة البرلمان. حيث اقترح إعادة إعداد ملف المشروع على أساس توفر شركاء خواص لدعم غلافه المالي..

  

  

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

10 + إحدى عشر =

زر الذهاب إلى الأعلى