“الفراعنة” و “بافانا بافانا”.. هل تستمر المفاجآت؟
بعد 21 عاما من المواجهة المثيرة بينهما في نهائي نسخة 1998، يخوض منتخبا مصر وجنوب أفريقيا الليلة ثاني أقوى مباراة بينهما في تاريخ بطولات كأس الأمم الأفريقية في ثمن نهائي النسخة الحالية المقامة على أرض الفراعنة.
ورغم الفارق الكبير بينهما حاليا في الإمكانيات والخبرة والترشيحات وكون أحدهما يتميز بخاصية الأرض والجمهور، ستكون مباراة الليلة تحت شعار "ضد الضغوط" في ظل الأجواء المحيطة بهما قبل هذه المباراة.
المنتخب المصري (صاحب الرقم القياسي بعدد مرات الفوز باللقب) يتطلع لاستعادة اللقب القاري الغائب عنه منذ تتويجه باللقب السابع في تاريخه عام 2010.
ونظرا لإقامة البطولة على ملعبه ووسط جماهيره، يعاني "أحفاد الفراعنة" من ضغوط شديدة في ظل الترشيحات القوية التي ترافق الفريق في هذه النسخة لاسيما وأنه بلغ نهائي النسخة الماضية عام 2017 في الغابون قبل أن يخسر بصعوبة أمام الكاميرون.
وفي المقابل، وضعت مباريات دور المجموعات منتخب جنوب أفريقيا تحت ضغط شديد نظرا للمستوى المتواضع الذي قدمه الفريق المشهور بلقب "بافانا بافانا" (الأولاد) وهو ما يجعله مطالبا بالظهور بشكل أفضل وسط الانتقادات التي تعرض لها.
وعلى عكس ما كان عليه الحال قبل نسخة 1998 التي التقى خلالها الفريقان في المباراة النهائية، تبدو معظم الترشيحات حاليا لصالح المنتخب المصري، ليس فقط لكون البطولة على أرضه ولكن لمستواه المتميز الذي لم يظهره حتى الآن في البطولة الحالية رغم عبوره بالعلامة الكاملة لثمن النهائي.
وقبل نسخة 1998، كانت معظم الترشيحات تصب في مصلحة "الأولاد" بعد فوزهم بنسخة 1996 على أرضهم، في حين خاض "أبناء النيل" البطولة وقتها بترشيحات ضعيفة وتوقعات بالخروج المبكر من البطولة لاسيما وأن مديرهم الفني الراحل محمود الجوهري أكد أن فريقه قد يحتل المركز 13.
وشق الفريقان طريقهما في ذلك الوقت إلى المباراة النهائية بجدارة، ولكن المنتخب المصري فاز على مستضيف البطولة بهدفين نظيفين وتوج بلقبه الرابع.
وفي المقابل، حقق منتخب "بافانا بافانا" فوزا واحدا فقط في المباريات الثلاث التي خاضها بالدور الأول حيث فاز على ناميبيا بهدف نظيف وخسر بالنتيجة نفسها أمام كل من المغرب وساحل العاج.
ويلعب كل من الفريقين بأسلوب يختلف عن الآخر حيث يقدم المنتخب المصري أداء هجوميا في مجمله مستفيدا من الخبرة الاحترافية لعدد من لاعبيه بقيادة النجم محمد صلاح لاعب ليفربول -الذي تعافى ويعود لقيادة المنتخب الليلة- والجناحين أحمد المحمدي ومحمود حسن (تريزيغيه) لكن هذا لم يمنع القول بمعاناة الفريق في بعض الفترات خلال مبارياته بالدور الأول.
وفي المقابل، يقدم منتخب جنوب أفريقيا أداء يتسم بالتحفظ الشديد والميل للناحية الدفاعية والاعتماد على الهجمات المرتدة لكنه يفتقد حتى للسرعة في تنفيذ هذه الهجمات.
وتشهد المواجهات السابقة بين الفريقين على تفوق نسبي لمنتخب "بافانا بافانا" حيث التقى الفريقان 11 مرة، وكان الفوز حليف "الأولاد" في ست منها، ونصيب الفراعنة أربع مباريات، وانتهت واحدة فقط بالتعادل.
الكاميرون ونيجيريا
وفي المباراة الثانية اليوم، يصطدم المنتخب الكاميروني بنظيره النيجيري في مواجهة جديدة بينهما، والأمل يراودهما في مواصلة مسيرتهما بكأس أمم أفريقيا.
ويعتبر هذا اللقاء هو الأقوى والأكثر ندية بين مباريات دور 16 في ظل امتلاك المنتخبين لنجوم محترفين بأقوى الدوريات الأوروبية، وكذلك بالنظر إلى تاريخ المنتخبين وعراقتهما في بطولات أمم أفريقيا، حيث حصلا مجتمعين على ثمانية ألقاب، بواقع خمسة للكاميرون وثلاثة لنيجيريا.
ويعود المنتخبان لمواجهة بعضهما البعض من جديد، بعدما حصل المنتخب الكاميروني (حامل اللقب) على المركز الثاني في ترتيب المجموعة السادسة، بخمس نقاط من فوز وحيد وتعادلين. ونال المنتخب النيجيري المركز الثاني في ترتيب المجموعة الثانية، بحصوله على ست نقاط من فوزين وخسارة وحيدة.