إفريقيا تُقصي الجزائر.. سقوط مدوٍّ في الاتحاد الإفريقي: فكيف أصبحت دولة منبوذة دبلوماسيًا؟
![](https://aldar.ma/wp-content/uploads/2025/02/20c49bad-9949-418c-872e-54aedb000bef.jpeg)
الدار/ تحليل
عادت الطائرة الخاصة 7T-VPR، التي كانت تقلّ الوفد الجزائري، أدراجها نحو الجزائر بعد نكسة دبلوماسية قاسية تلقاها النظام الجزائري في أديس أبابا، خلال الدورة العادية الـ46 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي.
كانت الجزائر تسعى لنيل مقعد في مجلس السلم والأمن الإفريقي، لكنها فشلت في تأمين الدعم اللازم لترشحها، بينما يستمر المغرب في شغل مقعده بهذه الهيئة منذ ثلاث سنوات، مما يعكس تحوّلًا في موازين القوى داخل القارة.
هذا الإقصاء لم يكن وليد الصدفة. فالجزائر، التي دأبت على دعم الحركات الانفصالية في شمال إفريقيا والساحل، لم تعد تحظى بثقة القارة السمراء.
سجلّها الحافل بتأجيج النزاعات في مالي وبوركينا فاسو، ودعمها لمجموعات تهدد الأمن والاستقرار، جعل منها دولة منبوذة دبلوماسيًا.
كما أن دورها المشبوه في أزمات أخرى، مثل النزاع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، عزّز صورتها كطرف يغذي الفوضى بدلًا من العمل على حلّها.
لعقود، استخدمت الجزائر الفوضى كسلاح سياسي، متوهمة أنها قادرة على فرض نفوذها من خلال زعزعة استقرار جيرانها، بينما تعيش في الداخل على وهم “الاستقرار”، الذي يقوم في الواقع على القمع وتكميم الأفواه. غير أن هذا القناع بدأ يتلاشى، ومعه يتهاوى التأثير الجزائري في المحافل الدولية.
السقوط الدبلوماسي الأخير ليس مجرد فشل عابر، بل مؤشر على تراجع مكانة الجزائر إفريقيًا، ونتيجة طبيعية لسياسة خارجية تقوم على التآمر بدل التعاون.
إذا حضر الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في قمة الاتحاد الإفريقي فلن يكون تعبيرًا عن القوة، بل سيكون شاهدًا على عزلة نظامه المتزايدة.
إفريقيا اليوم تقول كلمتها، رافضة سياسة التلاعب والتفرقة. وغدًا، سيجد النظام الجزائري نفسه عاجزًا عن تحمل أعباء التناقضات التي صنعها بنفسه، في مسار حتمي نحو الانهيار.