
الدار/ سارة الوكيلي
في 11 غشت 1979، الموافق لـ18 رمضان 1399، دوّى في سماء الداخلة مشهد تاريخي سيظل محفورًا في ذاكرة المغاربة: العلم الوطني يرتفع فوق وادي الذهب، معلنًا أن الإقليم عاد إلى أحضان الوطن الأم.
بعد المسيرة الخضراء واتفاق مدريد، بقي وادي الذهب تحت الإدارة الموريتانية، غير أن انقلاب 1978 في نواكشوط مهّد لاتفاق مفاجئ بين موريتانيا وجبهة البوليساريو بالجزائر، يوم 5 غشت 1979، في خطوة اعتبرتها الرباط طعنة في الظهر.
جاء الرد المغربي حاسمًا عبر عملية عسكرية دقيقة أُطلق عليها اسم “قَدَر”، شاركت فيها القوات البرية والجوية والبحرية بشكل منسق. تحركت القوات الموريتانية المنسحبة، فيما اخترقت أسراب المقاتلات F-5A الأجواء، وألقت طائرات C-130H وحدات المظليين في محيط الداخلة، بينما نفذت قوات الكوماندوز البحرية إنزالًا مباشرًا في الميناء. وخلال ساعات قليلة، تم تأمين المدينة بالكامل وإجهاض أي محاولة للانفصال.
خلدت هذه العملية أسماء ضباط وجنود كتبوا فصول النصر، من بينهم حسن بنميرة وبوشعيب فارس الدين ولحسين مزرد وعبد الكريم محفوظ، إلى جانب الضابط الشاب آنذاك عبد الفتاح الوراق ضمن الفيلق 11 للمشاة المحمولة.
بهذا الانتصار، أُعيدت البيعة للعرش، وانطلقت مسيرة تنمية وادي الذهب، مؤكدة أن المغرب، حين يتعلق الأمر بوحدته الترابية، يمتلك من الإرادة والقوة ما يجعل أي مغامرة انفصالية تتلاشى أمامه في لحظات.