أخبار دوليةسلايدر

المغرب يرسخ حضوره كقوة إقليمية مسؤولة.. والجزائر تغرق في العزلة والعجز

الدار/ سارة الوكيلي

المبادرة المغربية الأخيرة بإرسال طائرتين من طراز “كنادير” لإخماد الحرائق التي اجتاحت إسبانيا، بعد أسابيع قليلة من دعمه للبرتغال في مواجهة كارثة مشابهة، لم تعد مجرد بادرة إنسانية، بل تحولت إلى دليل سياسي صارخ على أن المغرب يفرض نفسه كقوة صاعدة موثوقة في محيطه الإقليمي والدولي. هذه الخطوة لم تمر دون أن تترك بصماتها في أوروبا، حيث تُستقبل اليوم التحركات المغربية باعتبارها تعبيراً عن شريك حقيقي يعتمد عليه، في مقابل خيبة أمل متكررة من الجزائر التي لم تقدم يوماً أي دعم ملموس لجيرانها أو لشركائها المفترضين.

فبينما يترجم المغرب أقواله إلى أفعال عبر دبلوماسية عملية تقوم على التضامن الفعلي، تختفي الجزائر من المشهد وتكتفي بخطابات صاخبة عن “الدور الإقليمي” و”الشرعية الثورية”، وهي شعارات لم تعد تقنع حتى أقرب شركائها. أوروبا التي تعاني من ضغوط مناخية وأمنية متزايدة، صارت تدرك جيداً أن الرهان الحقيقي على الاستقرار والتعاون لا يكون إلا عبر المغرب، في حين أن الجزائر تظل أسيرة خطاب سياسي متجاوز وعاجزة عن تقديم حلول واقعية.

إن المقارنة اليوم بين البلدين باتت قاسية على الجزائر: المغرب يُنقذ الأرواح ويُسهم في حماية البيئة عبر أكبر أسطول “كنادير” في المنطقة، بينما الجزائر تعجز حتى عن السيطرة على حرائقها الداخلية، وتكتفي بإلقاء اللوم على الآخرين. الاتحاد الأوروبي بدوره لم يعد يخفي انحيازه العملي؛ فالشراكات الحقيقية والمصالح الإستراتيجية أصبحت مرتبطة بالرباط، فيما يُنظر إلى الجزائر كطرف غير موثوق، كثير الصخب قليل الفعل.

صور الطائرات المغربية وهي تحلق فوق الأراضي الإسبانية تحمل في طياتها أكثر من مجرد عملية تقنية، إنها إعلان صريح بأن المغرب شريك المستقبل بالنسبة لأوروبا، وأن الجزائر، رغم محاولاتها الدبلوماسية العقيمة، لا تملك ما تقدمه سوى المزيد من العزلة. الفارق هنا لم يعد مجرد تباين في الخيارات، بل أصبح انقساماً جذرياً بين دولة تصنع الأمل والفعل، ودولة تكرس العجز والانكفاء.

زر الذهاب إلى الأعلى