دمية صينية صغيرة تُشعل جنوناً عالمياً وتحوّل مبتكرها إلى ملياردير

الدار/ مريم حفياني
من مجرد قطعة بلاستيكية تحمل ملامح غريبة وأسلوباً مختلفاً عن الدمى التقليدية، وُلدت واحدة من أكثر الظواهر الاقتصادية والثقافية في السنوات الأخيرة. دمية “لابوبو” الصينية، التي لا يتجاوز حجمها كف اليد، لم تعد مجرد لعبة موجهة للأطفال، بل تحولت إلى رمز يجذب ملايين الشباب حول العالم ويفتح أبواب ثروة هائلة لصاحب الفكرة.
الهوس الجماعي الذي رافق هذه الدمية لا يرتبط بجمالها أو قيمتها المادية، بل بما تحمله من عنصر الغرابة والتميز. فقد وجد الجيل الجديد فيها انعكاساً لثقافة “الكيوت الغريب” التي تدمج بين البراءة والجانب المظلم للشخصيات، ما جعلها أكثر قرباً لذوق المستهلكين الباحثين عن الاختلاف. ومع هذا الانجذاب، ارتفعت المبيعات بشكل فاق كل التوقعات، لتتحول الأسواق إلى ساحات منافسة لاقتناص نسخ محدودة، بعضها يُباع بأسعار خيالية في السوق السوداء أو منصات المزادات.
وراء هذه الظاهرة يقف شاب صيني بدأ مشواره من فكرة بسيطة، لكنه سرعان ما أدرك أن اللعب لم يعد مجرد صناعة للأطفال، بل اقتصاداً قائماً بذاته تحركه ثقافة البوب، وسائل التواصل الاجتماعي، وشغف المقتنين. وبفضل استثماره الذكي في عنصر الندرة والتسويق العاطفي، تمكن من تحويل مشروعه الصغير إلى إمبراطورية مالية جعلته يلتحق بنادي المليارديرات.
قصة “لابوبو” ليست مجرد حكاية دمية لاقت نجاحاً، بل تجسد مزيجاً من الذكاء التسويقي والتحولات الثقافية التي يشهدها العالم اليوم. إنها دليل على أن فكرة واحدة، إذا أحسن توظيفها، قادرة على إطلاق ثورة اقتصادية عابرة للحدود، وتحويل منتج متواضع إلى أيقونة عالمية.