
بقلم: سعيد الوهبي
فاعل جمعوي ورئيس جمعية Génération Startups..
أرى أن الخطاب الملكي السامي الذي وجهه جلالة الملك محمد السادس إلى الأمة، بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية الخامسة من الولاية الحادية عشرة، يحمل في جوهره رسالة استراتيجية للشباب المغربي، باعتباره القوة الحيوية في معادلة التنمية الوطنية.
لقد تحدث جلالته عن تعبئة كل الطاقات وتغليب المصلحة العليا للوطن، وهي دعوة لا تقتصر على المؤسسات السياسية فحسب، بل تشمل كل الفاعلين، وفي مقدمتهم الشباب. فاليوم، أصبح من الواضح أن مستقبل المغرب لن يُبنى إلا على الاستثمار في الإنسان المغربي، خاصة في طاقاته الشابة التي تشكل أكثر من ثلث المجتمع.
من وجهة نظري، فإن التركيز الملكي على الجدية والمسؤولية ونكران الذات، هو في العمق توجيه لجيل كامل من الشباب لكي يتحرر من ثقافة الانتظار ويؤمن بالفعل والمبادرة. لأن الجدية التي تحدث عنها جلالته ليست مجرد سلوك إداري أو مؤسساتي، بل هي ثقافة جديدة لبناء الوطن؛ ثقافة تُحوّل التحديات إلى فرص، والإرادة إلى إنجاز.
كما أن الخطاب الملكي أعاد التأكيد على ضرورة الانسجام بين البرامج الوطنية الكبرى والمشاريع الاجتماعية، وهو ما يعني أن التنمية لا تكتمل دون مشاركة حقيقية للشباب في صياغة السياسات العمومية ومواكبة تنفيذها. فالشباب اليوم ليس متفرجاً، بل شريكاً في الحل، وصانعاً للمستقبل.
أعتقد أن جلالة الملك، من خلال هذا التوجيه، يفتح أمام الجيل الجديد من المغاربة أفقاً جديداً للمسؤولية الوطنية، حيث يصبح الانخراط في الحياة العامة، والابتكار في ميادين الاقتصاد والمجتمع، شكلاً من أشكال المواطنة الفاعلة.
إن هذا الخطاب بالنسبة لي، كفاعل جمعوي ورئيس لجمعية Génération Startups، هو نداء وطني لتعبئة الشباب حول مشروع وطني شامل، يجعل من المبادرة، والتعليم، وريادة الأعمال، والالتزام الاجتماعي، ركائز لبناء مغرب الغد.
جيلنا اليوم مدعو ليكون في مقدمة الفعل، لا في هامش الانتظار، وليجسد برؤيته وروحه الريادية طموح ملك وشعب يسيران معاً نحو مغرب الكفاءة والفرص.