طلحة جبريل يكتب لـ”الدار” ضمن مدارات عن العطش المعرفي
طلحة جبريل
أمضي أياماً صعبة في هذا الصيف الذي ضيع اللبن حيث القحط والجفاف والتصحر، كل يوم أضع قائمة من الأشغال فوق المكتب ، وعندما ينتصف الليل أجد أن القائمة ما تزال على حالها، والسبب أن هناك الكثير من الكتب والقراءات والبحوث الجامعية تركتها للصيف، لكن إكتشفت أن ما تركته لهذا الفصل هي "جبال" من ورق، في حين هناك أربع كتب لابد أن تذهب للمطبعة.
المشكلة صيفاً أو شتاء لا يمكن تمطيط اليوم ليصبح 40 ساعة مثلاً .
أنتقل إلى موضوع آخر، أشرفت قبل فترة على دورة تكوينية حول تقنيات الصحافة الحديثة، حضرهامحررون وطلاب صحافة وتحدثت كذلك عن تأثير الشبكات الإجتماعية على وسائل الإعلام التقليدية. قلت في اللقاء إن الهواتف الذكية ستخلق فجوة معرفية لأنها ستقضم في كل يوم جزءً من زبناء الإعلام التقليدي، وسيكون ذلك على حساب معرفة حقيقية مقابل معرفة زائفة توفرها هذه الهواتف.
لاحظت مثلاً أن تطبيقات مثل " وآتساب" تحولت الى إدمان يومي، إضافة إلى"ماسنجر" فيسبوك . كثيرون ينهمكون في هذه التطبيقات في كل مكان وزمان، وفي بعض الأحيان يتحول الأمر إلى عبث، إذ يذهبون لزيارة مريض ولتبديد دقائق بطيئة وقتل الوقت يقرؤون في التطبيقات "آخر النكات"، وما يحدث في الحافلات والقطارات والترام ، أكثرمن سوريالية.
المعضلة أنهم يعتقدون بأنهم حققوا الإرتواء المعرفي وهم في الواقع تائهون في دنيا العطش المعرفي.